في ذكرى ثورة الجزائر: لماذا نقف معها؟ وماذا نتعلم منها؟
- Marwa Elkhayal
- 5 lug
- Tempo di lettura: 2 min

✍️ وائل المولى
كاتب وصحفي
5 تموز/يوليو 2025
في كل عام، حين تطل علينا ذكرى ثورة المليون شهيد، لا نتذكّر فقط ملحمة تحرر وطني ضد الاستعمار الفرنسي، بل نقف أمام مدرسة كبرى في الإصرار والتضحية والكرامة. إن الثورة الجزائرية ليست مجرد صفحة من الماضي، بل هي نبض حيّ في ضمير الأمة العربية، ودعوة مفتوحة للتأمل في معاني الحرية والوحدة والانتماء.
🔸 لماذا يجب أن نقف إلى جانب الجزائر؟
إن الوقوف إلى جانب الجزائر، شعبًا ودولة، لا ينبع فقط من الوفاء لتاريخها البطولي، بل من إيمان عميق بأن الجزائر كانت ولا تزال صوتًا حرًا في زمن الانكسارات. فمنذ نيلها الاستقلال عام 1962، لم تنكفئ الجزائر على ذاتها، بل حملت هموم الأمة العربية على كتفيها، ودفعت ثمن مواقفها الشجاعة من حصار وعزلة وضغوط دولية.الجزائر كانت دومًا في الصفوف الأولى دفاعًا عن فلسطين، ورفضت الانخراط في التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي قبل إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية رغم تغير الموازين السياسية في المنطقة. كما وقفت الجزائر إلى جانب لبنان في محنه، وكذلك الأمر بالنسبة لسوريا ، والعراق في نكبته، ودعمت القضايا العادلة في أفريقيا والعالم الثالث.إن من لا يعترف بفضل الجزائر ومبدئيتها، يجحد التاريخ ويكسر جسرًا من الوفاء بين الشعوب.
🔸 ماذا نتعلم من الثورة الجزائرية؟
1. أن الحرية لا تُهدى بل تُنتزع: الثورة الجزائرية استمرت أكثر من سبع سنوات من النضال الدموي، قدّمت فيها الجزائر أكثر من مليون شهيد، لتثبت أن التحرر ثمنه باهظ، لكنه ممكن بالإرادة والتضحية.
2. وحدة الصف هي بداية النصر: على اختلاف توجهاتهم، وحّد الجزائريون صفوفهم خلف هدف التحرير، فوق كل الانتماءات المناطقية والحزبية. وهذا ما تحتاجه الشعوب العربية اليوم.
3. الإعلام المقاوم سلاح فعّال: استطاع قادة الثورة إيصال صوتهم إلى العالم رغم قلة الوسائل، مما يعلّمنا اليوم أهمية الإعلام الوطني والحر في معارك التحرر والهوية.
4. الصبر الاستراتيجي مفتاح النصر: فرنسا كانت تظن أن الجزائر ستُنسى مع الوقت، لكن إصرار الجزائريين على الكفاح أطاح بوهم الاستعمار.
🔸 ماذا فعلت الجزائر لقضايا العرب؟
• فلسطين أولًا: الجزائر احتضنت قادة الثورة الفلسطينية، واعتبرت فلسطين قضيتها المركزية، ورفضت التنازل أو المتاجرة بالحق الفلسطيني. • نصرة الشعوب المقهورة: دعمت الجزائر نضال الشعوب ضد الاستعمار في أفريقيا وآسيا، وكانت من أوائل الدول التي دعمت نيلسون مانديلا في جنوب أفريقيا. • العمل العربي المشترك: كانت الجزائر حريصة على استقلالية القرار العربي، وحاولت في مؤتمرات القمة أن تكون جسرًا جامعًا لا محورًا منحازًا. • السيادة الوطنية: علمتنا الجزائر أن لا تنمية ولا حرية دون استقلال القرار السياسي والاقتصادي، ولذلك سعت دائمًا لبناء دولة قوية ذات سيادة، رغم التحديات.
🔸 في الختام:
في ذكرى ثورة الجزائر الخالدة، لا نملك إلا أن ننحني احترامًا لشعب قدم أعظم التضحيات في سبيل الكرامة. إن الوقوف إلى جانب الجزائر اليوم، هو وفاء لشهدائها والتزام بمبادئها، وهو أيضًا موقف ضد كل من يحاول طمس تاريخ الشعوب الحرة أو تصفية قضاياها العادلة.لنقرأ تاريخ الجزائر لا كصفحة من الماضي، بل كخارطة طريق إلى مستقبل عربي أكثر وعيًا، وأكثر قوة، وأكثروفاءً للحرية .على قاعدة أن الحق دائما يؤخذ ولايعطى .
Comentarios