top of page

الكاردينال زيناري : مساعدة الشعب السوري تشكل اختبارا للإنسانية.

الوطنية- الفاتيكان

عبرت العديد من المنظمات الغير حكومية عن تضامنها الكامل مع الشعب السوري الذي يواجه لحظات عصيبة بعد نداء الاستغاثة التي وجهه الكاردينال ماريو زيناري خلال زيارته حلب عقب الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا وتركيا.

اكبر المنظمات الانسانية العاملة حاليا في سوريا الكاريتاس والصليب الاحمر الإيطالي اكد على تكثيث جهودها لتقديم مزيد من الدعم لضحايا الزلزال في سوريا. . في حديث مع الوكالة الوطنية للإعلام أكدت مسؤول التعاون الدولي في جمعية الصداقة الإيطالية العربية سناء شامي ان الجمعية بجميع فروعها تقف الى جانب الشعب السوري وتشارك في حملات التضامن .

الكاردينال زيناري السفير البابوي في سوريا في مقبلة خاصة مع إذاعة الفاتيكان تحدث عن أوضاع السكان وضرورة مساعدتهم على الصعيدين الداخلي والعالمي بعيدا عن الانقسامات السياسية والنزاعات والعداوة. عقب الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا

وسوريا غادر السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري صباح الثلاثاء ٧ شباط دمشق متوجها إلى حلب لزيارة أكثر المناطق تضررا من الزلزال والتعرف على أوضاع سكانها ، فقال إنه بمجرد دخوله المدينة شاهد مسجدا سقطت مآذنه الأربع، هذا إلى جانب كنيسة الفرنسيسكان التي انهارت مداميكها وتشققت جدرانها. ثم تحدث الكاردينال زيناري عمن شاهد من أشخاص خارج بيوتهم وأضاف أنه قد تم إخباره بأن كثيرين قد توجهوا إلى الأماكن الدينية المسيحية للجوء، حيث يعيشون ويتناولون الطعام لدى الجماعات المسيحية والكاثوليكية. وأشار في هذا السياق إلى أن بعض هذه الأماكن تستضيف حتى 500 شخص. وتابع مشيرا من جهة أخرى إلى مشاعر الخوف الملموسة لدى الناس، فقد أصابهم الزلزال بذعر ولا يريدون العودة إلى بيوتهم المتضررة قبل الزلزال بسبب الحرب، فهي بيوت معرَّضة للخطر ويمكن أن تسقط بين لحظة وأخرى.

وتابع السفير البابوي حديثه فأشار إلى قصة أسقف شرفي نجا بأعجوبة، حيث كان يسكن بيتا ومعه سكرتير، كاهن في الخمسين من العمر تقريبا، وقد صمد أمام الزلزال الجزء الذي يسكن فيه الأسقف بينما انهار الجزء الآخر. وقال الكاردينال زيناري إنه رأى بعينيه الحطام الذي فقد الكاهن حياته أسفله، وذكَّر مجدَّدا بتضرر البنايات من الحرب ما يجعلها غير آمنة.

وعن معاناة السكان أشار الكاردينال ماريو زيناري إلى

إدراك الجميع كم هي معذَّبة مدينة حلب، وتابع أنه لا يزال يتذكر كيف كان السكان في كانون الثاني ديسمبر 2016 يفرون من معارك دموية بينما كانت تتساقك الثلوج بغزارة كما يحدث الآن. وأضاف أن هؤلاء الأشخاص يتساءلون اليوم لماذا يحدث لنا هذا أيضا؟ وقال إنه سؤال يطرحه كهنة ورهبان أيضا، فقد كنا نتعرض لقصف القنابل وكان هناك المتمردون والآن ها هو الزلزال، من أين تأتي هذه الكارثة؟ وتابع السفير البابوي إنه سؤال تصعب الإجابة عليه، كما وتوقف عند كون سوريا بكاملها ضحية ما يسميها هو بقنبلة أخرى، قنبلة الفقر، حيث تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن 90 بالمائة من السكان يعيشون دون حد الفقر. وواصل الكاردينال أن في البداية كانت هناك القنابل الحقيقية ثم الأسلحة بأنواعها المختلفة والفقر، والآن هذا الزلزال القوي.

هذا وكان من الطبيعي أن تطرق المقابلة إلى ما يمكن وصفها بمأساة داخل المأساة، ألا وهي العقوبات والمقاطعة والتي تعيق وصول المساعدات. وقال السفير البابوي في هذا السياق إنه يرجو أن يكون هناك ولو بعض الاحتكام إلى العقل والإنسانية. وذكَّر في حديثه بأن الحرب، ومع الأسف، لم تنته بعد، وأعرب عن الرجاء في أن يتم على الصعيد المحلي تنحية النزاعات والعداوة وأن يُنظر إلى هؤلاء الأشخاص البؤساء بحس إنساني. أما على الصعيد الدولي فمن الواضح، حسب ما تابع الكاردينال زيناري، أن من الضروري تقديم إغاثة عاجلة لهؤلاء الأشخاص المعوزين بعيدا عن الانقسامات السياسية. وأكد أن هذا سيشكل اختبارا للإنسانية سواء للجماعة الدولية أو داخل سوريا.

وفي ختام نداء الاستغاثة ، عقب الزلزال الرهيب الذي ضرب سوريا إلى جانب تركيا، أجاب السفير البابوي في سوريا الكاردينال ماريو زيناري على سؤال حول ما يمكن أن تقوم به الكنيسة. وأشار في حديثه إلى نشاط الكنيسة في سوريا في مجال المساعدات الإنسانية مذكرا بتنظيم الكنيسة الكاثوليكية العام الماي مؤتمرا بعنوان "الكنيسة بيت المحبة، السينودسية والتنسيق"، وبتأسيس الأساقفة الكاثوليك لجنة من أجل تنسيقٍ أفضل لأعمال المحبة.

bottom of page