top of page

موريتانيادولة في شمال غرب أفريقيا حضارة ، تقدم وتعددية

بقلم:مروة الخيال


تقع الجمهورية الإسلامية الموريتانية بين خطي عرض 15 و27 درجة شمالاً وخط

طول 5 و 17 درجة غرباً.

وتحد هذا البلد الواقع في خط التماس بين الصحراء والساحل، من الجنوب جمهورية السنغال

ومن الجنوب الشرقي والشرق جمهورية مالي، ومن الشمال والشمال الغربي الجزائر والصحراء الغربية.

وتطل موريتانيا على المحيط الأطلسي على امتداد 600 كلم، وهي بلد صحراوي بنسبة 80 بالمائة، وقد أرغم الجفاف في الستينيات والسبعينيات، سكانها الذين ظلوا لفترة طويلة من البدو الرحل، على الاستقرار في المدن.

لم تكن المنطقة المعروفة اليوم باسم موريتانيا، صحراء، فالآثار الموجودة تؤكد على ازدهار ونشاط خلال العصور الماضية. وقد سمح ذلك بتكوين مجموعات سكانية وثقافات متنوعة، وهو ما مكن البلاد من أن تصبح فيما بعد أرضا للتقارب والتبادل و التلاقح .

لقد أدت القوافل إلى ظهور مدن تحولت لاحقا إلى مراكز عطاء ثقافي استقطبت مجموعات بشرية تتطلع للتنظيمات الشاملة، فظهرت امبراطوريات الساحل والصحراء الكبرى : غانا، المرابطون، مالي، سونغاي ...

ولئن كان ازدهار التجارة عبر الصحراء قد أدى إلى انتشار الإسلام، لكن الدولة المرابطية هي التي وحدت منطقة تمتد من نهر السنغال في الجنوب إلى الأندلس في الشمال، حول المذهب المالكي السني.

وأثمر هذا الانتشار عن نمو مدن مثل وادان، تيشيت، ولاته وشنقيط لتصبح مراكز ثقافية حية.. أما في المنحدر الجنوبي فقد ظهرت مملكتا والو وفوتا.

ومع وصول قبائل بني حسان تسارعت وتيرة التحولات الاجتماعية والثقافية، حيث ظهرت الإمارات التي لها نظامها الاجتماعي.

وعندما وصل الأوروبيون إلى سواحل الأطلسي، كانت موريتانيا بالفعل أرض لقاء وتبادل ثقافي، مما بشر بإمكانية تشكيل كيان وطني، لكن الاستعمار هو الذي سيحدد ملامح موريتانيا الحديثة.

وسرعان ما أدرك المستعمرون الميزة الجيوستراتيجية التي يمكنهم استغلالها من خلال احتلال هذه المنطقة، التي أطلقوا عليها أولاً اسم "أرض الرجال" للاحتفاء بقوة شخصية سكان الصحراء الذين تمسكوا ببعدهم الإنساني رغم قسوة البيئة.

تم إعلان استقلال موريتانيا في 28 نوفمبر 1960 في العاصمة نواكشوط التي لم يكن قد مضى على تأسيسها أكثر من ثلاث سنوات.

إن موريتانيا التي كانت تلقب بـ "سندريلا غرب إفريقيا" بسبب "ضعفها" المفترض، نجحت في دخول المسرح العالمي وأخذ مكانتها، من خلال تنمية رسالتها الأساسية كدولة تقارب وسلام، لتبدأ في وقت مبكر جدًا بلعب دورها الإقليمي والدولي بشكل كامل. فأقامت علاقات ممتازة مع الدول الشقيقة في فضائها العربي و الإفريقي وفي العالم الإسلامي وأوروبا وآسيا والأمريكيتين و أوقيانوسيا.

كما أصبحت عضوا مؤسسا في منظمة الوحدة الأفريقية (التي تحولت فيما بعد إلى الاتحاد الأفريقي)، وفي جامعة الدول العربية وفي المنظمات الإقليمية التي تتمثل مهمتها الأساسية في التكامل مثل منظمة استثمار نهر السنغال واتحاد المغرب العربي ...

كما عملت موريتانيا على ضمان استقرار منطقة الساحل مما أدى إلى إنشاء مجموعة الدول الخمس في الساحل، التي تعلق عليها أمال كبيرة في مجال الشراكة لتحقيق السلام والتنمية المستدامة في شبه المنطقة.

وموريتانيا عضو كذلك في مسلسل نواكشوط الذي يرعاه الاتحاد الأفريقي ويضم 11 دولة من دول الساحل والصحراء.

وموريتانيا اليوم ديمقراطية تعددية تتمتع بالفصل الفعلي بين السلطات و تحترم الحريات الفردية و الجماعية.

bottom of page