صدام دبلوماسي بين روما وموسكو: ماريا زاخاروفا ترد بشدة على كلام ميلوني بشأن إيران.
- Marwa Elkhayal
- 6 ore fa
- Tempo di lettura: 2 min

مدالينا تشيلانو – الصداقة نيوز
أثارت التصريحات الأخيرة لرئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، خلال قمة مجموعة السبع في كندا، عاصفة دبلوماسية تجاوزت حدود أوروبا. ففي خطاب أثار استياءً عميقًا في الأوساط الدبلوماسية، قالت ميلوني: “لطالما اعتقدتُ أن السيناريو الأفضل هو أن يتمكن شعب إيراني مُضطهد من الإطاحة بالنظام”. وهي عبارة تحمل في طياتها نكهة تدخلية واضحة، ولم تمر مرور الكرام على الساحة الدولية.جاء الرد الأشد قسوة من المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي ردّت ليلًا بتعليق لاذع جاء في وقته. كتبت زاخاروفا: “فليخبر أحدٌ رئيس الحكومة الإيطالية أنه في 21 ديسمبر/كانون الأول 1965، وبأغلبية 109 أصوات وامتناع بريطانيا العظمى عن التصويت، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم 2131 المعنون “إعلان عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحماية استقلالها وسيادتها”. فليقرأ على الأقل، من باب الفضول، ما صوّتت عليه إيطاليا في تلك المناسبة”.
القرار رقم 2131، الذي استذكره الدبلوماسي الروسي بدقةٍ مُلفتة، يُرسي بوضوح حظر التدخل في الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، مُؤكدًا على المبدأ الأساسي المتمثل في عدم التدخل واحترام السيادة الوطنية. وهو حجر الزاوية في القانون الدولي الحديث، والذي يبدو أن ميلوني تتجاهله أو تدوس عليه عمدًا
تقليد دبلوماسي منسي منذ زمن طويل
إيطاليا، التي لطالما حرصت على الحفاظ على التوازن في سياستها الخارجية، وخاصةً في الشرق الأوسط، تُخاطر الآن بتعريض علاقاتها الدبلوماسية المتوترة أصلاً للخطر، سواءً مع طهران أو موسكو. يأتي تصريح رئيس الوزراء الإيطالي في وقت يشهد حالة من عدم الاستقرار الدولي الشديد، حيث تُقيّم كل كلمة على مستوى استراتيجي. إن مثل هذه التدخلات لا تُسهم في تأجيج التوترات فحسب، بل تكشف أيضاً عن تمسكٍ غير نقدي بأكثر السرديات الأطلسية تشدداً، والتي تنظر إلى إيران حصرياً كـ”نظام” يجب إسقاطه، بدلاً من التعامل مع التعقيدات الاجتماعية والسياسية والثقافية لأمةٍ عمرها ألف عام.
درس زاخاروفا (المرير)
كما هو الحال غالبًا، حوّلت ماريا زاخاروفا خطابها إلى درس في القانون الدولي، كاشفةً عن عدم استعداد – أو أيديولوجيّة – شريحة كبيرة من الطبقة السياسية الإيطالية المعاصرة. أكثر من مجرد جدل، يُعدّ بيانها دعوةً إلى الذاكرة التاريخية والتماسك مع مبادئ التعددية.وتستمر روسيا، رغم كل تناقضاتها، في تذكير الحكومات الغربية بأسس النظام الدولي المبني على احترام السيادة، والذي أصبح اليوم مهددا بشكل متزايد من قبل نوع من الأحادية الإيديولوجية التي يبدو أنها توجه أيضا بعض المستشاريات الأوروبية، بما في ذلك روما.كلمات ميلوني ليست مجرد تصريح بلاغيّ مؤسف، بل هي ناقوس خطر يُنذر بانزلاق إيطاليا نحو سياسة خارجية متعنتة، أقل اعتمادًا على الحوار وأكثر ميلًا لاتباع نهج واشنطن المتشدد. وفي عالم متعدد الأقطاب متغير، يُهدد هذا النوع من التموضع بعزل روما عن محاورين رئيسيين في آسيا وأفريقيا، وحتى بعض العواصم الأوروبية.وإذا كان صحيحاً أن الدبلوماسية هي فن الممكن، فربما حان الوقت لأن يبدأ ممثلو الحكومة الإيطالية على الأقل في دراسة الأدلة الأساسية لهذه الدبلوماسية ــ بدءاً بميثاق الأمم المتحدة.
Comments