الأردن وفلسطين… شعب واحد في دولتين
- 15 ago
- Tempo di lettura: 2 min

بقلم: عصام الحلبي
لم تكن العلاقة الأردنية–الفلسطينية يوماً مسألة جغرافيا أو حدود، بل كانت على الدوام نسيجاً متيناً من الدم والمصير والهوية المشتركة. فمنذ عقود طويلة، يتقاسم الشعبان الهمّ ذاته، ويواجهان التحديات كتفاً إلى كتف، في حكاية تتجاوز السياسة إلى وجدان الناس وذاكرة الأجيال.منذ نكبة عام 1948، كان الأردن في طليعة المدافعين عن فلسطين. على أسوار القدس وفي معارك اللطرون وباب الواد، امتزجت دماء الجنود الأردنيين بدماء المقاتلين الفلسطينيين، لتكتب صفحة من أنبل صفحات التضحية العربية، وتؤسس لرباط أبدي بين الضفتين.
جسور القربى والمصير المشترك
الأردني قلبه معلّق بالقدس، يحمل همّها في وجدانه ويصلي لها في دعائه، والفلسطيني قلبه معلّق بعمان، يراها ملاذاً آمناً وبيتاً ثانياً، حيث يجد الحضن والسند عند أخيه الأردني. وبين القلبين يمتد نهر من المودة لا تعكره الحدود ولا تغيره الظروف. فقد نسجت العائلات روابط مصاهرة وقربى، وتداخلت الحياة، حتى بات التمييز بين الأردني والفلسطيني أمراً مستحيلاً على أرض الواقع.
محطات مفصلية في مسار الوحدة
عام 1948: مشاركة الجيش العربي الأردني في الدفاع عن فلسطين، وخلود بطولات اللطرون وباب الواد في الذاكرة.
الوصاية الهاشمية: رعاية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، تأكيداً على أن هوية المدينة أمانة في أعناق الأمة.معركة الكرامة 1968: حيث خاض الجيش العربي الأردني، بقيادته الهاشمية، معركة بطولية وإلى جانبه الفدائيين الفلسطينيين على أرض بلدة الكرامة، في مواجهة الغزو الإسرائيلي. لقد كسرت هذه المعركة صورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وأعادت للأمة الثقة بقدرتها على الانتصار.التلاحم الاجتماعي: نجد انصهار المجتمعين في حياة واحدة، حيث يشارك الفلسطيني في بناءكل نواحي الحياة في الأردن، ويجد فيه فرصة للحياة الكريمة، دون أن يتنازل عن هويته وحقه في العودة.المواقف السياسية: ثبات الأردن على دعم الحقوق الفلسطينية، وفي مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ورفض مشاريع التوطين التي تمس حق العودة.
إن ما يجمع الأردن وفلسطين يتجاوز التحالفات السياسية وظروف الزمان والمكان، فهو ميثاق وجداني صنعته الدماء والتضحيات والمصالح المشتركة. فكما لا يمكن فصل الضفتين عن بعضهما في الذاكرة، لا يمكن فصل قضيتهما في الوجدان.ستظل هذه العلاقة، مهما تبدلت الظروف، عنواناً لوحدة المصير العربي، ورمزاً للتضامن الصادق. فالأردن وفلسطين، شعب واحد في دولتين، يجمعهما التاريخ، وتوحدهما الأرض، وتربطهما قلوب لم تعرف الانقسام يوماً.







Commenti