top of page

الشعب الفلسطيني يشكر إيطاليا… صوتكم هزّ الصمت وأحيا الأمل


ree

بقلم : عصام الحلبي

من فلسطين الجريحة إلى إيطاليا المنتفضة، يمتد خيط الامتنان العميق، ممزوجاً بصدق المشاعر تجاه شعب وقف بكل شرائحه واتحاداته ومنظماته النقابية والشعبية، ليعلن تضامنه مع شعب يتعرض لحرب إبادة وحصار ظالم منذ عقود.لقد تابع الفلسطينيون بمشاعر الفخر والاعتزاز مشاهد مئات آلاف الإيطاليين في الشوارع والساحات، من روما إلى ميلانو، ومن نابولي إلى بولونيا وفلورنسا، يرفعون الأعلام الفلسطينية ويهتفون للحرية والعدالة، في واحد من أوسع التحركات الشعبية التي عرفتها أوروبا. كان ذلك صوت الضمير الإنساني وهو يعلو فوق كل الحسابات السياسية، ويقول بوضوح: "فلسطين حرة".إن وقوف النقابات العمالية الكبرى، وفي مقدمتها Cobas، إلى جانب فلسطين عبر الإضراب العام، وتعطيل القطارات والجامعات والقطاعات الحيوية، ثم تلويحها بخطوة "الزحف الشعبي" إلى أمام المبنى الحكومي، يؤكد أن هذا التضامن لم يكن مجرد شعارات عابرة، بل فعل مقاومة مدنية ضد الظلم والعدوان.الشعب الفلسطيني، قيادةً وشعباً، يثمّن هذا الموقف المشرّف، ويعبّر عن امتنانه الكبير للشعب الإيطالي الحر، الذي لم يخضع لسطوة الإعلام الموجّه ولا لضغوط اللوبيات، بل اختار أن يقف مع الحق والعدالة، وأن يناصر نضال الفلسطينيين من أجل نيل حقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.إن صوت روما وبقية المدن الإيطالية الذي دوّى في وجه آلة الحرب الإسرائيلية، قد بلغ غزة وكل المخيمات الفلسطينية في الشتات. هذا الصوت سيظلّ محفوراً في ذاكرة الفلسطينيين كأحد أنقى أشكال التضامن الإنساني، وكتأكيد أن معركة الحرية لا تخص شعباً واحداً، بل هي قضية إنسانية مشتركة.إلى الشعب الإيطالي العزيز، شكراً لكم لأنكم لم تصمتوا أمام الإبادة، شكراً لأنكم حوّلتم شوارعكم إلى منصات للعدالة، شكراً لأنكم أثبتم أن الضمير الإنساني لا يزال حيّاً في زمن الصمت الدولي.

فلسطين لن تنسى.

Commenti


bottom of page