مادلينا شيلانو... صوت الصحافة الإيطالية المنحاز للعدالة الاجتماعية

كتب عصام الحلبي

تعرفت على الصديقة مادلينا شيلانو في إطار جمعية الصداقة الإيطالية – العربية، حيث نتشارك الاهتمام بقضايا الإعلام والثقافة، ونعمل معًا لتعزيز جسور التواصل بين المجتمعين الإيطالي والعربي على المستويات المعرفية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. منذ الاتصال الأول على وسائل التواصل الاجتماعي" وتس اب"، بدت لي شيلانو صحفية لا تعرف الكلل، تمتلك شغفًا بالبحث وإنتاج المعرفة، واندفاعًا قلّ نظيره في الدفاع عن قضايا العدالة.ولمّا رغبت أن أعبّر لها عن الامتنان، نيابة عن أبناء شعبي الفلسطيني وأبناء منطقتنا العربية، لم أجد وسيلة أصدق من كتابة هذه الكلمات، اعترافًا بمكانتها ودورها، وهي تستحق أكثر بكثير مما يُقال.مادلينا شيلانو صحفية وباحثة إيطالية متخصصة في العدالة الاجتماعية، حقوق المرأة، والذاكرة التاريخية، خصوصًا في أمريكا اللاتينية. تحمل شهادة في الفلسفة من جامعة روما تري، وتتابع أبحاثها الأكاديمية في جامعة تور فيرغاتا بروما، حيث تواصل الغوص في قضايا المقاومة والتحولات الاجتماعية.تميزت شيلانو بقدرتها على الجمع بين العمل الأكاديمي الرصين والممارسة الصحفية الميدانية. فهي توظّف التصوير والكتابة معًا كأدوات لرصد هموم الشعوب المهمشة، مع تركيز خاص على النساء المناضلات والمنسيات في التاريخ، فتمنحهن صوتًا وصورة وسط ضجيج العالم. مادلينا شيلانو عضو مهم في جمعية الصداقة الإيطالية - العربية وموقعها الإلكتروني " الصداقة نيوز"

مؤلفات تحمل رسائل إنسانية

أصدرت شيلانو عددًا من الكتب البارزة التي أصبحت مراجع في مجالاتها، نذكر منها:

"النساء الكوبيات: النصف الآخر من الثورة" – دراسة معمّقة عن دور المرأة في الثورة الكوبية.

"بطلات متمردات" – بورتريهات شعرية لنساء استثنائيات من أمريكا اللاتينية.

"مانويلا ساينز أيثبورو" – سيرة عن إحدى أبرز الشخصيات النسائية في تاريخ بوليفار.

"تشريح انتحار: أديلينا سيدجيني صوت للنساء" – كتاب إنساني يسلط الضوء على ضحايا الاتجار بالبشر.

"وعي جديد بين المقاومة والتحرر" – دراسة عن الثورة التربوية في أمريكا اللاتينية.

قلم منحاز للحرية

إلى جانب مؤلفاتها، تكتب شيلانو بانتظام في صحف ومواقع إيطالية ودولية، مثل AgoraVox Italia وغيرها، حيث تتناول قضايا حقوق الإنسان، مقاومة الاحتلال والاستعمار، والتحولات الاجتماعية والسياسية في العالم.وتُعرف شيلانو بأسلوب نقدي رصين، ورؤية فكرية تنحاز بوضوح لقيم الحرية والعدالة، ما جعلها صوتًا متميزًا في الصحافة الإيطالية، وجسرًا حيًا للتواصل بين قضايا الجنوب العالمي والرأي العام الأوروبي.

كلمة تقدير

إن الحديث عن مادلينا شيلانو هو في جوهره حديث عن نموذج للصحفي/الباحث الذي لا يكتفي بالنظر من بعيد، بل ينخرط في هموم الشعوب ويسعى إلى منحها مساحة في المشهد الإعلامي الغربي. لذلك أجد لزامًا أن أقول: شكرًا لكِ يا مادلينا، لأنك اخترتِ أن تكوني صوتًا للعدالة، ولأنك وقفتِ إلى جانب قضايانا المحقة والعادلة.