«المرأة والدبلوماسية»… حين تلتقي الحضارات وتكتب النساء صفحات النضال من أجل السلام
- 3 ott
- Tempo di lettura: 3 min

في أروقة جامعة LUMSA بروما، انعقد مؤتمر دولي حمل عنوان «المرأة والدبلوماسية»، جمع عشرين سفيرة من القارات الخمس وثمانين ممثلاً عن البعثات الأجنبية، في لقاء نظّمته جمعية Welcome Italy Association بالتعاون مع جمعية Unite per unire برئاسة البروفيسور فؤاد عودة، وجمعية الصداقة الإيطالية العربية التي أسسها الإعلامي طلال خريس.
اللقاء لم يكن مجرد جلسة بروتوكولية، بل مساحة واسعة للحوار بين أجيال وثقافات متعددة، حيث تحولت قاعة الجامعة إلى جسر يربط بين الخبرة الدبلوماسية وصوت الشباب والطلاب الدوليين في خطوة تقليص المسافات بين الأجيال والحوار بصوت عال، والتبادل والانتقال الثقافي والمعرفي، لا بل المزج بين الخبرة والعلم والتطور. كان الهدف واضحًا، ترسيخ مفهوم الدبلوماسية الشاملة، وتعزيز حضور المرأة كصانعة قرار وشريكة في بناء مستقبل أكثر تشاركية يسوده السلم والعدل والتكامل.وكان لحديث السفيرة الطوقي وقعا خاصا على الحاضرين، إذ استحضر في آن واحد عظمة ماضي اليمن، وجرح حاضره، وصورة المرأة اليمنية التي تصر على الحضور كقوة فاعلة رغم التحديات.اختتمت جلسات المؤتمر بكلمة مؤثرة لسفيرة اليمن في إيطاليا وعميد السلك الدبلوماسي العربي، أسمهان عبد الحميد الطوقي، حيث قدمت الطوقي خطابًا جمع بين التاريخ والراهن، قالت فيه:
"اليمن بلد الحضارات العريقة، وبلد المرأة التي ناضلت عبر العصور لتكون شريكًا أساسيًا في صناعة مجتمع سليم، بعيد عن الصراعات. نحن النساء لسنا مجرد واجهة، بل ركيزة حقيقية في بناء المجتمع وحماية مصالحه في كافة المجالات والعمل الدبلوماسي احدها ، نحمل رسالة سلام ونؤمن بالمصلحة العامة بعيدا عن التحيزات الضيقة."

وأكدت السفيرة أسمهان الطوقي على أهمية تكافؤ الفرص، وأن المجتمعات لا تبنى إلا بالتعاون والترابط بين جميع المكونات، وأعربت عن سعادتها في المشاركة في هذه الفعالية وسط كوكبة من السفيرات المميزات من كل أنحاء العالم اللواتي يعتبرن قدوة لمن لديهن الرغبة للالتحاق بالعمل الدبلوماسي، مؤكدة لهن على أهمية الثقة بالنفس وأهمية المثابرة والتزود بالمعرفة والمهارات والانضباط كحلفاء للنجاح.وكان لحديث السفيرة الطوقي وقعا خاصا على الحاضرين، إذ استحضر في آن واحد عظمة ماضي اليمن، وجرح حاضره، وصورة المرأة اليمنية التي تصر على الحضور كقوة فاعلة رغم التحديات.وشهد المؤتمر حضور منسق جمعية الصداقة الإيطالية العربية في لبنان والمخيمات الفلسطينية المستشار الإعلامي عصام الحلبي وعدد من أعضاء الجمعية، الذين أكدوا جميعاً على أهمية هذا اللقاء في تعزيز الحوار الحضاري وبناء جسور إنسانية وثقافية بين الشعوب.

وقال عصام الحلبي:
"المرأة العربية تلعب دوراً محورياً في بناء مجتمعاتنا، وأنا أخص بالذكر المرأة الأردنية 'النشمية'، والمرأة الفلسطينية، والمرأة اللبنانية. هذه التجارب الثلاثة متجذرة في قلبي بالحب والامتنان، فأنا أردني الهوى والهوية، أفتخر بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، وأحمل فلسطين الجريحة في وجداني حيث تعود أصول عائلتي إلى قرى نابلس، كما عشت في لبنان على مدى خمسة وثلاثين عاماً بين شعبه وناسه. من هذه البلدان الثلاثة أستمد إيماني بدور المرأة كشريك أساسي في صناعة السلام وصون الكرامة الإنسانية."وأضاف الحلبي:"إن لقاء الأجيال في هذا المؤتمر – بين الدبلوماسيين المخضرمين والطلاب الشباب من مختلف الجنسيات – يشكّل لوحة حضارية فريدة، حيث يمتزج الحلم بالطموح مع الخبرة والمعرفة، وهو ما يعكس عمق رسالة المؤتمر في بناء جيل قادر على مواصلة طريق السلام."

من جهته، قال الدكتور طلال خريس، مؤسس جمعية الصداقة الإيطالية العربية:
"المرأة ليست مجرد عنصر مكمل في المجتمع، بل شريك أساسي في صياغة القرارات وصناعة مستقبل أكثر عدلاً وتوازناً. المرأة بما تملكه من قوة روحية وفكرية، وبما أثبتته عبر التاريخ، هي القادرة على بناء جسور الثقة والتواصل، وأثبتت المرأة العربية في مختلف الميادين أنها صوت ضمير الأمة وحارسة القيم الإنسانية."وأضاف خريس:"إن وجود المرأة في مواقع القرار لم يعد خيارًا بل ضرورة حضارية وسياسية. ونحن في جمعية الصداقة الإيطالية العربية نؤمن بأن الدبلوماسية الحقيقية لا تكتمل من دون المرأة، كما أن إشراك الأجيال الجديدة من الطلاب والشباب مع القيادات النسائية يضمن أن تظل الدبلوماسية جسراً متجدداً بين الشعوب والثقافات."







Commenti