top of page

بلدة الطيبة الفلسطينية: واحة مسيحية على أرضٍ تتشبّث بالإيمان والصمود

  • 5 ore fa
  • Tempo di lettura: 2 min
ree

الصداقة نيوز- الفاتيكان

سلّطت الصحافة الإيطالية، ولا سيما الكاثوليكية والفاتيكانية، الضوء على استعدادات بلدة الطيبة الفلسطينية لإحياء عيد الميلاد المجيد، في مشهد يعكس تمسّك المجتمع المحلي بإيمانه ورسالته الروحية رغم الظروف السياسية والأمنية الصعبة. وركّزت التقارير على المبادرات الروحية والاجتماعية والثقافية التي تشهدها البلدة ذات الغالبية المسيحية، بوصفها تعبيرًا عن رجاء يتجدد في أرضٍ تعاني لكنها لا تفقد الأمل.ونقلت وسائل إعلام فاتيكانية عن كاهن رعية الكنيسة اللاتينية في الطيبة، الأب بشار فؤادله، تأكيده أن الإيمان في هذه الأرض “يولد من قلب الجراح، ويثمر سلامًا ورجاءً رغم قسوة الواقع”، مشيرًا إلى أن الاحتفال بعيد الميلاد هذا العام يحمل أبعادًا إنسانية ووطنية عميقة في ظل ما تشهده فلسطين من تصعيد وأحداث دامية.ومن المقرر أن تنطلق فعاليات “ليالي عيد الميلاد” في كنيسة السيد المسيح الفادي اللاتينية، بعد إقامة صلاة مسكونية بمشاركة الطوائف المسيحية المحلية، بما في ذلك الروم الأرثوذكس والروم الملكيون الكاثوليك. كما سيتم إضاءة مغارة الميلاد في ساحة البلدة، يعقبها افتتاح خيمة خُصصت لاحتضان الأنشطة والفعاليات الثقافية والاجتماعية المرافقة.وكتب موقع “فاتيكان نيوز” أن أهالي الطيبة لا يستعدون للاحتفال بالعيد فحسب، بل يهيئون قلوبهم أيضًا، مستلهمين شعار هذا العام “عيدنا… حكاية أرض”، الذي يعبّر عن العلاقة العميقة بين ميلاد السيد المسيح والأرض التي شهدت هذا الحدث، وهي الأرض التي لا تزال اليوم تعاني من ويلات الحرب في قطاع غزة والغارات في الضفة الغربية، وتبقى متعطشة للسلام. وأشار الموقع إلى أن سكان الطيبة عايشوا مؤخرًا اعتداءات طالت ممتلكاتهم ومحاصيلهم الزراعية، ما زاد من معاناتهم اليومية.وأوضح الأب بشار فؤادله أن “ليالي عيد الميلاد” تشكّل مساحة جامعة للعائلات، ووقتًا لنشر الفرح واستعادة جذوره الأصيلة. فعلى مدى عدة أيام، تتحول البلدة إلى فضاء نابض بالحياة، تمتلئ ساحاته بالعروض الفنية وورش عمل الأطفال والأنشطة الثقافية والاجتماعية، فيما تتداخل الموسيقى مع الألوان، وتتعالى ضحكات الأطفال في أجواء احتفالية مفتوحة للجميع.وأضاف أن هذه الليالي ليست مجرد احتفالات عابرة، بل تجربة متكاملة تخاطب الحواس، من ترانيم الميلاد التي تملأ الأجواء، إلى روائح حلويات الشتاء التي تنتشر في الشوارع، في مبادرة تهدف إلى توحيد الصغار والكبار في انتظار ميلاد الطفل الذي يتجدد حضوره كل عام في قلوب المؤمنين. وأكد أن التجمع في شوارع البلدة خلال هذه الليالي هو بمثابة كتابة فصل جديد في تاريخ هذه الأرض، والاحتفال بعيد الميلاد بأسلوب يشبه الطيبة وأهلها وفرحهم.

ree

وختم الأب فؤادله بالتأكيد على أن هذه المبادرات تكتسب أهمية خاصة في ظل الإغلاقات المتكررة والحواجز العسكرية التي قيّدت الحياة اليومية، ولا سيما بعد السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مشددًا على أن الرسالة التي يسعى سكان الطيبة إلى إيصالها هي رسالة صمود ورجاء تنبع من أرض تتألم لكنها لا تنكسر، حيث يبقى الإيمان مصدر قوة قادرًا على إنبات السلام رغم الجراح.الطيبة بلدة فلسطينية تقع إلى الشرق من مدينة رام الله، وتُعدّ البلدة الفلسطينية الوحيدة ذات الغالبية المسيحية. يُعتقد أنها البلدة المذكورة في الإنجيل باسم “أفرام”، حيث لجأ إليها السيد المسيح قبل آلامه. تضم الطيبة طوائف مسيحية متعددة، أبرزها الروم الأرثوذكس والروم الملكيون الكاثوليك واللاتين، وتشكّل كنائسها مركز الحياة الروحية والاجتماعية لسكانها، الذين يعتمدون بشكل أساسي على الزراعة والسياحة الدينية، ويتمسكون بأرضهم وهويتهم رغم التحديات المستمرة.

Commenti


bottom of page