top of page

تقييم لعلاقة إيطاليا بالإمارات العربية المتحدة.

إيطاليا تصحح علاقاتها بظل تباطؤ للناتج المحلي الإجمالي. الصداقة نيوز – طلال خريس – إدارة التحرير تبحث إيطاليا عن موارد جديدة، في وقت لا ترى آفاق اقتصادية أوسع، مع دول تربطها بها علاقات تقليدية، مثل الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي،لا وبل هناك، بسبب جائحة كورونا، انخفاض بحجم الصادرات الإيطالية نحو هذه لبلدان. توقعت إحصائية قام بها المعهد الوطني للإحصاء ISTAT أن تكون هناك علامات تباطؤ أكبر للناتج المحلي الإجمالي في الأشهر المقبلة. رسم هذه الصورة المعهد الوطني للإحصاء في المذكرة الشهرية حول أداء الاقتصاد الإيطالي في كانون الثاني/يناير الماضي، حيث يعكس تراجع ثقة العائلات والشركات تدهور التوقعات بشأن الوضع الاقتصادي والأحكام السلبية للمشغلين في خدمات السوق، وبشكل أكثر احتواءً في قطاع التصنيع. إيطاليا تبحث عن أسواق لها في دول الخليج وتقدم تنازلات سياسية في بعض الأحيان كي لا تعيق طموحاتها. يوم 5 أب أغسطس 2021 قامت إيطالية بخطوة إيجابية في علاقاتها مع الإمارات، وذلك من خلال رفع الحظر عن تصدير الأسلحة إليها، قرار اتخذته لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الإيطالي بعد "تقييم إيجابي" تجاوز "الإجراءات التقييدية" حول تصدير الأسلحة إلى الإمارات. لم تتم هذه الخطوة بسرية، بعد أن تناقلت مواقع شبه رسمية الخبر، وأكدت أن العلاقات بين إيطاليا والإمارات العربية المتحدة تسير بخطى إيجابية. نائب رئيس البرلمان الأوروبي والقيادي في حركة الخمس نجوم ماسيمو كاستالدو أعلن أن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالي توصلت إلى تقييم إيجابي لتجاوز الإجراءات التقييدية التي سبق اتخاذها ضد الإمارات، خصوصاً فيما يتعلق بتصدير الأسلحة من أجل إعادة تنشيط التعاون السياسي والاقتصادي والعسكري. وقامت اللجنة بصياغة وثيقة مشتركة وأرسلتها إلى البرلمان الأوروبي والحكومة الايطالية واللجنة الاقتصادية والاجتماعية الأوروبية، اللجنة الأوروبية للمقاطعات Regioni أطلقت عليها "شراكة متجددة مع الجوار الجنوبي.. أجندة جديدة للبحر الأبيض المتوسط"، وتضمنت موافقة على رفع الحظر المفروض على تصدير الأسلحة إلى الإمارات. وأوصت اللجنة في الوثيقة الحكومة الإيطالية بـ"استثمار فرصة تعزيز التعاون الاستراتيجي مع دول الخليج " التي اتخذت، كما في حالة الإمارات موقفا جديدا وأكثر مسؤولية في المنطقة، بدعمها الحوار والسلام والاستقرار، وهو ما يتضح من الالتزام إلى جانب الغرب بمناهضة إرهاب تنظيمي داعش والقاعدة، بالإضافة إلى تقديم الإمارات الدعم الإنساني لجهود الأمم المتحدة لإغاثة الشعب اليمني. الأجواء الجديدة تنهي حالة التوتر الظرفي بالعلاقات الإماراتية الإيطالية، على خلفية طرد القوات الجوية الإيطالية من قاعدة "المنهاد" العسكرية؛ ردا على حظر الأسلحة الذي فرضته روما على الإمارات في مطلع العام الجاري. لذلك لم تكن زيارة وزير الاقتصاد الإمارتي عبد الله بن طوق المري مجرد مجرد زيارة وزير اقتصاد عابر بل مناسبة تثبت إيطاليا من خلالها جديدة التعامل مع الإمارات. كما أثبت الإمارات، كما سنرى لاحقا، من خلال لقاءات مميزة، جديتها بالتعاون الاقتصادي الملموس مع إيطاليا. نرى ذلك من خلال زيارة الوزير الاماراتي للقلاع الصناعية في الشمال الإيطالي وزيارة مجتمع الأعمال والصناعة والتجارة والاستثمار في مقاطعة لومبارديا. الوزير الإماراتي عرض حوافز الاستثمار في دولة الإمارات في ظل مشاريع الخمسين والنموذج الاقتصادي الجديد للدولة والذي يتسم بالمرونة والاستدامة والانفتاح على مختلف الأسواق العالمية ومواكبته المستمرة لاتجاهات وتقنيات المستقبل. نقلت وكالة ADNKRONOS عن الوزير بن طوق: "تعزز الخطوات الرائدة التي اتخذتها دولة الإمارات بتوجيهات قيادتها الرشيدة مكانتها الحالية والمستقبلية كوجهة مفضلة للأعمال والاستثمار، وتعزز جاهزيتها لتكون من أبرز مراكز التجارة والاستثمار وأكثرها حيوية وديناميكية خلال المرحلة المقبلة". وأضافت الوكالة:" جاء ذلك في إطار الزيارة الموسعة التي قام بها وفد إماراتي رفيع المستوى برئاسة وزير الاقتصاد لإيطاليا، حيث أجرى الوزير بن طوق والوفد المرافق له اجتماعا مع رؤساء تنفيذيين لأكثر من 15 شركة إيطالية رائدة في مجالات الصناعات الدوائية والحلول البيئية والاستثمار الأخضر والأزياء وخدمات الشحن وحلول البرمجيات وإدارة صناديق الاستثمار." نقلت وكالة AGI "اطَّلع الوزير والوفد المرافق على تجربة عدد من الشركات العاملة في شمال إيطاليا في عدد من المجالات الاقتصادية الحيوية مثل التحول الرقمي والثورة الصناعية الرابعة. وبحث الجانبان فرص التعاون خلال المرحلة المقبلة وسبل تقوية الروابط وعقد الشراكات التجارية والاستثمارية بين شركات البلدين، وتبادل الخبرات والمعرفة والاطلاع على فرص وقطاعات الاستثمار الواعدة في أسواق البلدين". أما وكالة NOVA : " قال بن طوق: "تقوم رؤية دولة الإمارات على أن تكون حاضنة لابتكارات وتقنيات المستقبل، ومختبراً عالمياً للتحول الرقمي والتكنولوجيا الحديثة في مختلف القطاعات." ومن جانبه، قال أليساندرو سبادا – رئيس أسولومباردا اتحاد أصحاب الصناعات في مقاطعة لومبارديا:"تعتبر دولة الإمارات شريكًا استراتيجيًا لشركاتنا،كما أن العلاقات التجارية بين اقتصادينا قوية جدًا، حيث تُشير البيانات إلى أن صادرات لومبارديا إلى دولة الإمارات تُعادل 30٪ من إجمالي الصادرات الإيطالية إلى الإمارات". وتابع انهم حريصون على استكشاف فرص جديدة لشركاتهم لتعزيز تواجدهم في أسواق الإمارات وخاصة في القطاعات ذات الاهتمام التبادل والقائمة على الصناعات المتقدمة والمبتكرة وبما يعزز من جهود التعافي بعد الجائحة وخلق مناخ أفضل للاستثمار وتعزيز التعاون بين مجتمعي الأعمال من الجانبين". لذلك كله اعتبرت إيطاليا، عبر وزير خارجيتها لويجي دي مايو، الذي استقبل الضيف الإماراتي استقبال الضيف المميز، أن زيارة الوفد الإماراتي برئاسة وزير الاقتصاد، تمثل خطوة مهمة وتفتح الطريق أمام مزيد من التعاون الثنائي بين الجانبين خاصة في القطاعات القائمة على التكنولوجيا المتقدمة.



bottom of page