top of page

ثمانون عاماً جامعة الدول العربية: بين الذاكرة والمستقبل*

  • 3 ore fa
  • Tempo di lettura: 2 min
مين عام الجامعة العربية د. أحمد أبو الغيط
مين عام الجامعة العربية د. أحمد أبو الغيط

✍️ وائل المولى – كاتب وصحافي

ثمانون عامًا مضت على تأسيس جامعة الدول العربية، المؤسسة التي رأت النور في القاهرة عام 1945 لتكون أول تجربة وحدوية في العالم العربي، وأقدم تكتل إقليمي في التاريخ الحديث. ثمانون عامًا من الأمل ،والخطاب القومي الرفيع ومن محاولات بناء بيتٍ عربي واحد ظلّ كثيرًا ما يتصدّع بفعل الأزمات السياسية وتباين المصالح.منذ البداية، حملت الجامعة رسالة طموحة توحيد الصف العربي والدفاع عن قضاياه، وفي طليعتها القضية الفلسطينية التي كانت وما زالت معيارًا لصدقية العمل العربي المشترك. لكنّ الطريق لم يكن سهلًا؛ فقد مرّ العالم العربي بانقسامات حادّة، وحروبٍ متتالية، وتدخلاتٍ خارجية أنهكت جسده الممزّق، فيما بقيت الجامعة تحاول التوفيق بين الممكن والمأمول.رغم الانتقادات الكثيرة التي طاولت أداءها، لا يمكن تجاهل أن الجامعة العربية كانت في مراحل مفصلية منبرًا للحوار العربي – العربي، وأداة لحماية الحد الأدنى من التنسيق السياسي والدبلوماسي بين الدول الأعضاء. كما لعبت أدوارًا مهمة في دعم حركات التحرر، وفي صياغة مواقف جماعية تعبّر – ولو جزئيًا – عن الإرادة العربية المشتركة.الذكرى الثمانون ليست مجرد وقفة احتفالية، بل هي دعوة صريحة لإعادة تعريف المشروع العربي في زمنٍ تتغيّر فيه موازين القوى الدولية، وتتسارع فيه التحالفات الإقليمية. المطلوب اليوم ليس فقط إصلاح الجامعة كمؤسسة، بل إحياء الفكرة العربية ذاتها على أسس جديدة، تستند إلى احترام السيادة والتكامل الاقتصادي والثقافي، لا إلى الشعارات القديمة. إنّ المستقبل العربي لن يُبنى بالخطابات ولا بالبيانات، بل بإرادة سياسية حقيقية تدرك أن القوة في هذا العالم لا تُمنح، بل تُصنع عبر التضامن والتعاون. فالجامعة العربية، رغم كل شيء، تبقى رمزًا لأملٍ لم يمت بعد، وإطارًا يمكن أن يستعيد دوره إذا ما توفرت الإرادة والوعي والمسؤولية.

ثمانون عامًا مضت، وما زال السؤال نفسه قائمًا: هل نستطيع تحويل الحلم العربي من ذاكرة إلى واقع؟

الجواب يبدأ من الإيمان بأن العرب، مهما تفرّقوا، ما زالوا يملكون ما يجمعهم أكثر مما يفرّقهم .

* بمناسبة التحضير للاحتفال بمرور 80 سنة على تأسيس الجامعة العربية وتنظمة جمعية الصداقة الإيطالية العربية و البعثة الدبلوماسية لجامعة الدول العربية في روما برعاية البرلمان الأوروبي و البرلمان الإيطالي و بلدية روما.

Commenti


bottom of page