top of page

جولة الملك عبد الله الثاني في أوروبا وآسيا: رؤية أردنية حكيمة

  • 9 ore fa
  • Tempo di lettura: 3 min
ree

كتب عصام الحلبي

في ظل تطورات عالمية متسارعة وتحديات إقليمية غير مسبوقة، يواصل الأردن بقيادته الهاشمية نهجًا دبلوماسيًا نشطًا يسعى إلى تعزيز الاستقرار، وتحصين الأمن الوطني، وفتح آفاق اقتصادية جديدة. وتأتي الجولة الحالية التي يقوم بها جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين إلى عدد من الدول الأوروبية والآسيوية كخطوة استراتيجية كبرى تعكس مكانة المملكة الدولية ورؤيتها الحكيمة القائمة على الحوار والانفتاح والمسؤولية.

هذه الجولة، بما تتضمنه من لقاءات سياسية ومباحثات اقتصادية وشراكات مستقبلية، تُظهر بوضوح أن الأردن يعيد صياغة موقعه في العالم وفق رؤية تقوم على تمتين العلاقات مع الحلفاء التقليديين من جهة، والانفتاح على مراكز القوة الصاعدة من جهة أخرى، بما يخدم مصالحه الوطنية ويعزز دوره في المنطقة.

القيادة الهاشمية… ثابت الاستقرار ومرتكز الحضور الدولي

منذ تأسيس المملكة الأردنية الحديثة، شكّلت القيادة الهاشمية عنصر استقرار وتوازن في منطقة مضطربة، وقد عزّز جلالة الملك عبد الله الثاني هذا النهج عبر سياسة خارجية تقوم على العقلانية، والاعتدال، والقدرة على بناء جسور التواصل بين مختلف الأطراف.

ويتميز الأردن تحت قيادة الملك بـ:

ثبات المبادئ في القضايا الوطنية والقومية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية،ومرونة سياسية عالية في إدارة العلاقات مع القوى العالمية،وقدرة على الوساطة والتقريب بين الأطراف المتناقضة،وتوازن دقيق بين الأمن الداخلي والانفتاح الخارجي.هذه السمات جعلت الأردن صوتًا محترمًا على الساحة الدولية، ودولة تُصغي إليها العواصم الكبرى لما تمتلكه من مصداقية سياسية ودبلوماسية رصينة.

القضية الفلسطينية… محور الأولوية في تحركات الملك

لا تغيب القضية الفلسطينية عن أي محطة في جولة الملك، إذ يواصل الأردن التأكيد على أنها القضية المركزية في الشرق الأوسط.

وفي كل لقاء دولي، يشدد الملك على:

1. ضرورة وقف التصعيد ووضع حد لمعاناة المدنيين في غزة والضفة الغربية.

2. أهمية حل الدولتين باعتباره الطريق الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم.

3. التمسك بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس الشريف، بوصفها مسؤولية تاريخية وسياسية ودينية.

4. رفض أي محاولات لفرض واقع جديد على الأرض أو الانتقاص من حق الفلسطينيين في دولتهم المستقلة.

ويقدّم الأردن في هذا الملف خطابًا يجمع بين القوة الأخلاقية والمنطق السياسي، وهو ما يجعل تحركات الملك تحظى باحترام واسع، ويعزز دور المملكة كمدافع ثابت عن الحقوق العربية والإسلامية.

تعزيز الشراكات الأوروبية… تعاون سياسي واقتصادي متقدم

تشكل أوروبا أحد أهم المحاور في السياسة الخارجية الأردنية، وجولة الملك في القارة تأتي في توقيت دقيق يتطلب حوارًا مستمرًا مع الحلفاء الأوروبيين،وتتركز المباحثات في:

تنسيق المواقف السياسية بشأن القضية الفلسطينية وملفات الإقليم.وتعزيز الدعم الأوروبي للأردن في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والمياه.

تعزيزالتعاون الأمني والعسكري في مواجهة الإرهاب وحماية الحدود، وكذلك جذب الاستثمارات الأوروبية إلى المملكة.وتدرك الدول الأوروبية أهمية الدور الأردني في استقرار المنطقة، كما تدرك أن الأردن شريك موثوق يمكن الاعتماد عليه في تعزيز الأمن الإقليمي.

آسيا… بوابة اقتصادية وتجارية نحو المستقبل

لا تقتصر الجولة على أوروبا، بل تشمل مجموعة من الدول الآسيوية التي باتت تشكل مراكز اقتصادية عالمية.

في هذا المسار الآسيوي، يسعى الملك إلى:

فتح أسواق جديدة أمام الصادرات الأردنية.

تعزيز التعاون في التكنولوجيا والطاقة المتجددة والصناعة.

جذب شركات تكنولوجية وريادية للاستثمار في الأردن.

توقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات شراكة طويلة الأمد.

ويدرك الأردن أن آسيا ليست فقط موطنًا لاقتصادات صاعدة، بل أيضًا شريكًا استراتيجيًا يمكن البناء معه على أسس تبادل المصالح.

إن تنويع الشراكات الدولية يعزز قدرة الأردن على مواجهة أية تحديات اقتصادية أو سياسية مستقبلية.

الأردن… بيئة آمنة وجاذبة للاستثمار

إلى جانب البعد السياسي للجولة، يحمل الملك معه رسالة واضحة مفادها أن الأردن هو المكان المناسب للاستثمار، لما يتمتع به من:

استقرار سياسي وأمني راسخ رغم الاضطرابات المحيطة.

إطار تشريعي حديث ينظم الاستثمار ويشجع رؤوس الأموال.

موقع جغرافي استراتيجي يربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا.

موارد بشرية مؤهلة تمتلك مهارات تنافسية في التكنولوجيا والصناعة والخدمات.

مشاريع كبرى للتحول الاقتصادي ضمن رؤية التحديث الاقتصادي.

ويقدم الأردن نفسه للعالم كمنصة استثمارية صاعدة، بفضل مبادرات ملكية عززت بيئة الأعمال ودفعت نحو شراكات اقتصادية جديدة.

دبلوماسية هادئة… وقوة ناعمة مؤثرة في ظل الصراعات والتوترات الدولية، تعتمد الأردن سياسة دبلوماسية هادئة تركز على:

الحوار بدل المواجهة،الحلول السياسية بدل العسكرية،وتعزيز الاستقرار بدل تصدير الأزمات.

هذه الدبلوماسية رسخت صورة الأردن كوسط معتدل، وفاعل إيجابي، وصوت حكيم في منطقة توصف عادة بالتقلب وعدم اليقين.

إن دور الملك عبد الله الثاني كقائد عربي منفتح على العالم، يتحدث بلغة العقل والواقعية، جعل الأردن لاعبًا لا غنى عنه في ملفات المنطقة.

الأردن… دولة صغيرة بحجمها، كبيرة بدورها

تثبت الجولة الملكية الحالية أن الأردن، رغم محدودية موارده، يمتلك قوة معنوية وسياسية تجعله حاضرًا في المعادلات الدولية.

فهو دولة تجمع بين:

القيادة الهاشمية ذات الشرعية التاريخية،السياسة المعتدلة المتوازنة،الدور الإقليمي المسؤول،والرؤية الاقتصادية المستقبلية.

إنها جولة تؤكد أن الأردن لا يكتفي بالوقوف على هامش الأحداث، بل يشارك في صناعتها، ويدافع عن قضايا الأمة، ويعزز شراكاته الاستراتيجية، ويطرح نفسه كنموذج للاستقرار والعقلانية في زمن يموج بالتوترات.وبهذا، يواصل الأردن بقيادته الحكيمة مسيرته نحو مستقبل أكثر استقرارًا وتنمية، مؤكدًا أن الحكمة الهاشمية كانت وما تزال صمام الأمان، وقاعدة صلبة ينطلق منها حضور المملكة في العالم.

Commenti


bottom of page