top of page

دمشق وعودة الطقس اليهودي: حدث رمزي في سياق تحولات إقليمية

  • 2 ore fa
  • Tempo di lettura: 2 min
ree

✍️ وائل المولى – كاتب وصحافي

لأول مرة منذ ما يقارب ثلاثين عاماً، شهد كنيس الفرانج في دمشق مشهداً غير مسبوق: نفخ هنري حمرا، مؤسس جمعية اليهود في إسرائيل، “الشوفار” إيذاناً ببدء الاحتفالات برأس السنة العبرية ويوم الغفران. حدثٌ رمزي، لكنه يفتح الباب واسعاً أمام تساؤلات تتجاوز حدود الطقس الديني، لتلامس أبعاداً سياسية وثقافية وإقليمية أعمق.الغياب الطويل للطقوس اليهودية العلنية في العاصمة السورية كان انعكاساً لواقع سياسي متوتر، حيث ظل الملف مرتبطاً بالصراع العربي – الإسرائيلي وتعقيدات الموقف السوري من مسألة التطبيع. من هنا، فإن العودة العلنية لهذا الطقس لا يمكن فصلها عن التحولات الكبرى التي يشهدها الشرق الأوسط، سواء في مسار التسويات الإقليمية أو في إعادة تعريف العلاقات بين المكونات الدينية والثقافية.البعض يرى أن هذا الحدث مؤشر على انفتاح تدريجي في دمشق، يراد له أن يكون رسالة إلى الخارج مفادها أن سوريا الجديدة تسعى لاستعادة صورتها كأرضٍ للتعددية الدينية والحضارية. آخرون يعتبرونه خطوة مدروسة في سياق إعادة التموضع السياسي، حيث تعكس مثل هذه الإشارات استعداداً لمواكبة التغيرات في المزاج الدولي، خاصة مع تنامي الحديث عن مسارات للتطبيع العربي مع إسرائيل.لكن في المقابل، هناك من يقرأ المشهد في إطار داخلي بحت، باعتباره محاولة لإعادة إحياء ذاكرة دمشق المتنوعة، وإظهار أن المجتمع السوري – رغم الحرب والانقسامات – لا يزال يحتفظ بجذوره التاريخية الغنية. فكنيس الفرانج، الذي ظل شاهداً على وجود يهودي عريق في سوريا، يعود اليوم ليلعب دوراً رمزياً في رسم صورة التعايش الممكن.في المحصلة، قد يبقى نفخ “الشوفار” في دمشق حدثاً عابراً في شكله، لكنه عميق في رمزيته. فهو يعكس تداخل الدين بالسياسة، والذاكرة بالواقع، ويطرح سؤالاً جوهرياً حول ما إذا كانت المنطقة تتجه إلى مرحلة جديدة من إعادة تعريف العلاقات بين شعوبها وأديانها، أم أن الأمر لا يعدو كونه إشارة بروتوكولية عابرة في زمن التحولات

Commenti


bottom of page