top of page

"ليس باسمي"... روما تنتصر لغزة وتدين الصمت العالمي

روما – محمد بوسف 28 حزيران/يونيو 2025


في مشهد إنساني مؤثر عبّر عن الوجدان الشعبي الإيطالي، لبّت حشود غفيرة النداء الذي أطلقته جمعية "سكيرارسي" (Schierarsi)، وتدفقت إلى ساحة بوابة القديس باولو في قلب العاصمة روما، دعمًا لغزة، وتنفيذًا لمبادرة حملت شعار "Non in mio nome – ليس باسمي"، والتي تبنّتها منظمة "إيميرجينسي" (EMERGENCY)، بمشاركة من جمعية الصداقة الإيطالية–العربية، وعدد كبير من منظمات المجتمع المدني الإيطالي والعربي.


رسائل التظاهرة..

لا للتواطؤ، نعم للعدالة


رفع المشاركون شعارات تندد بما بـ"الإبادة الجماعية" المستمرة في قطاع غزة، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار، ورفع الحصار، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية. منددين بصمت المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأوروبي، إزاء ما يتعرض له المدنيون في القطاع.


موني عوفاديا، الممثل المسرحي والسينمائي المعروف، تحدث من على المنصة قائلاً:


"يومًا ما، سيسألنا أبناؤنا وأحفادنا: أين كنا؟ وسيسألون الحكام: أين كنتم؟ وسينظر التاريخ إلينا جميعًا باحتقار."


أما الناشطة مارتينا بايساني، إحدى العاملات في منظمة "إيميرجينسي"، والتي عادت لتوها من غزة، فقالت:


"كنت أعمل في مستشفى شهداء الأقصى، نعدّ الشاش لمعرفة كم جريحاً يمكننا معالجته... تدفّق علينا أكثر من 4 آلاف جريح، ولا يوجد سوى ثلاثة مراكز طبية تخدم أكثر من مليوني شخص. غزة تحولت إلى فخٍ مميت."



الفن في خدمة القضية ورفض المجازر


التظاهرة تحولت إلى منصة ثقافية–فنية، حيث تعاقب الفنانون على المسرح ليجعلوا من أصواتهم وسيلة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني. منددين بالمجازر التي ترتكب بحق الفلسطينين في غزة والضفة الغربية.

شارك في الفعالية فنانون بارزون مثل ليلى، المغنية ذات الأصول الفلسطينية، ودانييل سيلفستري، وجيميتايز، كما فاجأ غالي (Ghali) الجمهور بظهوره المفاجئ، مؤديًا أغنيته "Casa Mia" التي حوّلها إلى رسالة تضامن مع أهل غزة.


خطاب سياسي عالي النبرة


الناشط والسياسي أليساندرو دي باتيستا، مؤسس جمعية سكيرارسي، ألقى خطابًا لاذعًا انتقد فيه التواطؤ الأوروبي، وقال:


"لا أفهم كيف تنام حكومتنا ليلًا وهي ترى هذا الدمار. اليوم، تحكم إسرائيل بعقلية نازية، ولا يحق لأحد أن يعظنا عن القيم."


دور الإعلام والجاليات في التظاهرة


من جانبها، أكدت مروة عبد المنعم، الصحفية في جمعية الصداقة الإيطالية–العربية، أن موقع الجمعية باللغتين الإيطالية والعربية لعب دورًا مهمًا في إيصال صوت المبادرة إلى أبناء الجاليات العربية والإيطالية.


"التغطية المزدوجة باللغتين أسهمت في جذب شرائح أوسع من الرأي العام، وربطت نضال الفلسطينيين بالقيم الكونية للعدالة والحرية."


الرسالة ... لا تقتلوا الضمير الإنساني


بين الكلمات والأغاني والمواقف السياسية، وحّد الحضور أصواتهم في نداء واحد: "ليس باسمي تُرتكب الجرائم". كانت روما، في ذلك اليوم، أكثر من مجرد عاصمة أوروبية، كانت ضميرًا حيًا يرفض الصمت جيال مابجري في فلسطين المحتلة.

Comments


bottom of page