top of page

مترو روما C: حين يلتقي النقل الحديث بتاريخ الإمبراطورية

  • 9 ore fa
  • Tempo di lettura: 2 min
ree

مروه الخيال

في قلب العاصمة الإيطالية روما، حيث تتراكم طبقات التاريخ فوق بعضها منذ آلاف السنين، تحوّل مشروع بنية تحتية حديث إلى نافذة جديدة على الماضي. فقد افتُتحت مؤخرًا محطتا بورتا ميترونيا والكولوسيوم على خط مترو الأنفاق C بعد سبعة أعوام من أعمال الإنشاء، في خطوة لافتة جعلت من المترو أكثر من مجرد وسيلة نقل، بل متحفًا حيًا تحت الأرض يروي تاريخ المدينة الرومانية.لم تكن أعمال الحفر لبناء المترو عملية هندسية تقليدية، بل رحلة أثرية معقّدة، إذ كشفت عن كنوز تاريخية تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ روما. وبدل نقل هذه القطع إلى المتاحف التقليدية، جرى دمجها داخل المحطات نفسها، لتصبح جزءًا من تجربة الركاب اليومية. وهكذا، يجد المسافر نفسه محاطًا ببقايا جدران رومانية وقطع أثرية تحكي قصص الحياة القديمة، في مشهد يجسد التعايش الفريد بين الحداثة والإرث الحضاري.حفل الافتتاح لم يكن حدثًا محليًا فحسب، بل حمل أبعادًا سياسية وتنموية أوسع. فقد شارك فيه محافظ روما، إلى جانب وزير النقل والبنية التحتية ماتيو سالفيني، الذي استغل المناسبة لإعادة طرح ملف جسر مضيق مسينا. وفي كلمته، عبّر سالفيني عن استيائه مما اعتبره تركّز الاستثمارات والمشاريع الكبرى في مدن الشمال مثل روما وميلانو، في مقابل معاناة جنوب إيطاليا من نقص المشاريع الاستراتيجية، معتبرًا أن الجسر يمثل فرصة حقيقية لتنمية الجنوب وربطه ببقية البلاد.

يعكس مشروع مترو C التحدي الذي تواجهه المدن التاريخية الكبرى: كيف يمكن تطوير البنية التحتية دون طمس معالم الماضي؟ تجربة روما تقدم نموذجًا فريدًا للإجابة، حيث تحوّلت العقبات الأثرية إلى قيمة مضافة، وجُعل التاريخ عنصرًا حاضرًا في الحياة اليومية للمواطنين والزوار على حد سواء.في نهاية المطاف، لا يمثّل افتتاح هاتين المحطتين مجرد توسّع في شبكة النقل، بل رسالة واضحة بأن التنمية لا تعني القطيعة مع الماضي، بل يمكن أن تكون جسرًا يربط بين الحضارة القديمة واحتياجات المدينة الحديثة، تمامًا كما تأمل إيطاليا أن يربط جسر مسينا بين شمالها وجنوبها.

Commenti


bottom of page