top of page

ملامح الاستراتيجية الإيطالية قبيل المجلس الأوروبي من الشرق الأوسط إلى خطة ماتي

  • 3 ore fa
  • Tempo di lettura: 3 min


وكالة نوفا
وكالة نوفا

ديكود 39 / الصداقة نيوز

قبيل انعقاد المجلس الأوروبي في بروكسل، قدمت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني أمام البرلمان إحاطة شاملة حول القضايا المطروحة على جدول أعمال القمة...وأكدت ميلوني في مستهل كلمتها أن الاتحاد الأوروبي ليس مجرد مساحة جغرافية، بل مشروع سياسي قابل للتطوير والتصحيح، وذلك في إطار من الرؤية والمسؤولية، وبما يخدم المصالح الوطنية الإيطالية والمصلحة الأوروبية المشتركة.وتحتل الحرب الروسية على أوكرانيا الصدارة حيث لا تزال تمثل الأولوية الأمنية الأولى لأوروبا.وشددت ميلوني على موقف الحكومة الرافض لإرسال جنود إيطاليين إلى الأراضي الأوكرانية، مؤكدة التزام روما الكامل بدعم مسار السلام وتعزيز الموقف التفاوضي لكييف.وقالت إن مشاركتها في قمة برلين، إلى جانب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين والمفاوضين الأميركيين، جرت في أجواء بنّاءة اتسمت بالوحدة السياسية، وأسفرت عن تأكيد جملة من الأولويات التي دافعت عنها إيطاليا خلال الأشهر الماضية، وفي مقدمتها متانة الشراكة بين أوروبا والولايات المتحدة، وضرورة عدم التراجع عن دعم أوكرانيا، وحماية المصالح الاستراتيجية الأوروبية، إلى جانب مواصلة الضغط السياسي والاقتصادي على موسكو.واعتبرت ميلوني أن السلوك الروسي لا يعكس، رغبة حقيقية في الانخراط في مسار تفاوضي عادل وموثوق، وهو ما يتجلى في استمرار القصف على المدن والبنى التحتية الأوكرانية واستهداف المدنيين، فضلاً عن المطالب غير المعقولة، خصوصاً المتعلقة بالأراضي غير المحتلة في إقليم دونباس.وتحدثت عن الأهمية المحورية لتوفير ضمانات أمنية فعالة لأوكرانيا، باعتبارها شرطاً أساسياً لتفادي اندلاع نزاعات مستقبلية في القارة الأوروبية.وحول التحديات الأمنية، توقفت رئيسة الوزراء عند الهجوم الإرهابي المعادي للسامية الذي شهدته مدينة سيدني الأسترالية، معربة عن تضامن إيطاليا مع الشعب الأسترالي والجالية اليهودية والضحايا وذويهم.وشددت على أن هذا الهجوم يعيد إلى الواجهة ضرورة التصدي الحازم لجميع أشكال معاداة السامية، سواء تلك المرتبطة بالتطرف أو بالمحاولات الرامية إلى نزع الشرعية عن دولة إسرائيل.وأشارت إلى مسؤولية المؤسسات السياسية في حماية المجتمعات من خطاب الكراهية والتحريض، وفي حفظ الأمن الوطني من المخاطر الناجمة عن الدعوات المتطرفة التي تبرر العنف والإرهاب.وبخصوص السياسة الخارجية، تحدثت ميلوني عن مستقبل الشرق الأوسط، في ضوء مشاركتها في قمة مجلس التعاون لدول الخليج، التي وُجهت إليها الدعوة بصفتها اعترافاً بالدور المتنامي لإيطاليا في المنطقة وفي فضاء المتوسط الموسع.وأكدت أن هذا الدور كان نتيجة سياسة قائمة على الحوار المتواصل وبناء الثقة مع قادة المنطقة.وتابعت أن الرؤية التي تتقاسمها روما مع شركائها في الخليج تقوم على بناء شرق أوسط مزدهر ومستقر، يركز على التنمية الاقتصادية والتعاون الثقافي بدلاً من إدارة الأزمات الإنسانية المتكررة، وعلى الاستراتيجية طويلة الأمد بدلاً من الحلول الظرفية.وأكدت أن إيطاليا باتت تُنظر إليها على نحو متزايد كبوابة رئيسية نحو أوروبا، ليس فقط من حيث الجغرافيا، بل أيضاً بوصفها محوراً دبلوماسياً ولوجستياً وسياسياً يربط بين القارتين.وتحدثت في هذا السياق عن مشاريع الربط الكبرى في مجالات البنية التحتية والطاقة والاتصال الرقمي، و بناء فضاء تعاون سياسي واقتصادي وتكنولوجي بين المتوسط والخليج.واقترحت إنشاء إطار جديد للحوار والتعاون يجمع هذين الفضاءين، اللذين يضمان أهم الممرات الاستراتيجية للتجارة العالمية، من مضيق هرمز وباب المندب إلى قناة السويس ومضيق جبل طارق.وكشفت عن تصور لإطلاق منصة عملياتية مشتركة، تتيح لإيطاليا وأوروبا ودول الخليج، إضافة إلى شمال أفريقيا والشرق الأوسط، تطوير نماذج تعاون غير مسبوقة في مجالات الترابط الاقتصادي والدبلوماسية الطاقوية والتحول الرقمي، بهدف بناء فضاء جيوسياسي أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.وأوضحت أن هذا الأمر يحظى بتقدير واضح من جانب الولايات المتحدة، ولا سيما في ما يتعلق بالدور الذي اضطلع به سلاح الدرك الإيطالي في تدريب قوات الأمن الفلسطينية، فضلاً عن التزام إيطاليا الثابت بدعم الجهود الرامية إلى إحلال السلام في غزة.وذكرت ميلوني أن إسرائيل تدرك أن إيطاليا شريك موثوق حافظ، خلال السنوات الصعبة الماضية، على موقف متوازن وواضح، يحمّل حركة حماس مسؤولية اندلاع النزاع، بدءاً من هجوم السابع من أكتوبر 2023.وأكدت على أهمية إدارة الهدنة الهشة في غزة بما يسمح بتثبيت وقف إطلاق النار وفتح الطريق أمام استقرار طويل الأمد، وصولاً إلى إعادة إعمار القطاع وتحقيق حل الدولتين، مع التأكيد على ضرورة نزع سلاح حماس وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين.وفيما يتعلق بالهجرة، قالت ميلوني إن إيطاليا كانت في طليعة الدول التي دفعت نحو تغيير المقاربة الأوروبية لهذا الملف، وهو ما انعكس في الخطة الجديدة للاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة واللجوء، التي تبنّت العديد من الرؤى التي طرحتها روما منذ بداية عمل الحكومة. كما دعت إلى إعادة النظر في بعض الاتفاقيات الدولية التي وُضعت في سياقات تاريخية مختلفة، بما يضمن تطبيقاً أكثر فاعلية ومتوازناً للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، في ضوء التحديات الحالية.وتعد خطة ماتي لأفريقيا، حجر الزاوية في البعد الخارجي للسياسات الإيطالية والأوروبية في مجال الهجرة والتنمية.وأضافت أن هذه الخطة لم تعد مبادرة وطنية فحسب، بل تحولت إلى استراتيجية أوروبية ودولية متكاملة، مدعومة بشراكات مع البوابة العالمية وميثاق المتوسط، وباستثمارات تتجاوز 1.2 مليار يورو، وتهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية واجتماعية مستدامة في القارة الأفريقية.واعتبرت أن تراجع أعداد الهجرة غير النظامية والوفيات في البحر المتوسط، إلى جانب تنامي برامج الهجرة النظامية والتدريب، تشكل مؤشرات ملموسة على نجاح هذا النهج.وحول منطقة البلقان، قالت ميلوني إنها جزء لا يتجزأ من الأسرة الأوروبية وعنصر أساسي في تحقيق الاستقلال الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي.وأشادت بالتقدم الذي أحرزته كل من ألبانيا والجبل الأسود، معتبرة أن ما تحقق حتى الآن يؤكد أن انضمامهما إلى الاتحاد الأوروبي بات هدفاً واقعياً في مستقبل قريب.

المصدر : ديكود ٣٩ والصداقة نيوز

الصورة : وكالة نوفا

Commenti


bottom of page