أوروبا تقود ولكن التوازن يتغير في انتخاب البابا الجديد: مجمع عالمي يضم 135 كاردينالا ناخبا والإيطاليون يسعون إلى انتخاب خليفة منهم
- Marwa Elkhayal
- 6 ore fa
- Tempo di lettura: 3 min

وطنية – الفاتيكان –
تكسر في اليوم السابع من أيار عند الساعة 4:30 بعد الظهر، أجراس الكنائس الصمت في أيام الحداد على البابا فرنسيس، يتبع ذلك المجمع المغلق للكرادلة Conclave للبدء بانتخاب خلف لبابا الشعوب الفقيرة.
قد تنتهي الانتخابات في يوم واحد وقد تطول بين أسبوع وثلاثة أسابيع وتجرى قرعتان في الصباح وقرعتان بعد الظهر. وبعد مرور الفترة المعترف عليها، تجرى القرعة بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى نسبة أصوات. ولو توفرت الظروف وتم اختيار مرشح سيتبعه فورا الدخان الأبيض ويعلن اسم البابا الجديد.
في المجمع المغلق أو السريConclave سيجتمع 133 كاردينالا ناخبا حاضرا، جميعهم تحت سن الثمانين عامًا ويأتون من 71 دولة. 108 منهم تم تعيينهم من البابا فرنسيس. وسوف يشارك في المجمع كرادلة يمثلون أطراف المعمورة. أما النصاب القانوني 89 صوتًا، أي ثلثي الحضور الإجمالي.
وتعيين عدد كبير من الكرادلة من البابا فرنسيس غيّْر الكثير من التوازنات، بينما كان الحضور الأوروبي هو الأكثر تأثيرا أثناء حبرية البابا فرنسيس، توسع اليوم نفوذ العالم الثالث وتوسع تمثيل البلدان البعيدة والمهمشة: "أنا لا أبحث عن مسيحيين في العالم أنا أبحث عن شعوب تشعر بالوحدة واليأس". كان يقول البابا فرنسيس.
قد لا يروق الأمر للكرادلة المحافظين في أوروبا العدد الكبير من كرادلة العالم الثالث، لكن تمثيل العالم الثالث أصبح واقعا. والواقع الجديد لحضور البلدان المهمشة يجسد إرثا أتسم بروح الفرنسيسكانية العميقة التي أرادها اليسوعي البابا فرنسيس وهو البابا الأرجنتيني الذي ذهب إلى حيث لا يجرؤ أحد من أسلافه. وضع بيرغوليو أمام عينيه آفة الفقر ومسألة الحوار بين الأديان والرحمة. عاش كحاج متواضع بين الناس، يبني الجسور ويهدم الحواجز. كان يتجول في روما بسيارة فورد فوكس، ويجري اتصالات هاتفية مع المؤمنين، ويزور السجناء، وفي كل عاداته كان يردد رسالة الكنيسة حيث "الثروة ليست ما نملك بل ما ننقل". هذا هو التحدي الكبير أم البابا الجديد.
السؤال الكبير اليوم: من يستطيع السير على خطى البابا بيرجوليو ومن يستمر بالإصلاحات الهادفة إلى اقتراب الكنسية أكثر فأكثر من المهمشين؟ البابا فرنسيس ترك إرثا تمثل بحضور عدد كبير من الكرادلة الذين يسيرون على خطاه لكن تأثير الكرادلة الأوروبيين قوى جدا. تجنبا للانقسامات داخل المجمع قد يتم اختيار بييترو بارولين الإيطالي أمين سر الكرسي الرسولي (رئيس الحكومة). يبدو أن الكرادلة الإيطاليين سيقفون سدا منيعا أم انتخاب بابا من خارج إيطاليا بعد أن سمحوا بذلك 3 مرات.
توزع الأصوات
ستتم دعوة 135 كاردينالا ناخبًا لانتخاب الخليفة الرقم 267 للبابا. تحتفظ أوروبا، التي يبلغ عدد أعضائها 53 عضواً، بمكانة مهيمنة بما يعادل 39% من إجمالي أعضاء المجمع. مجمع عام 2025 يشهد حضورا ووزنا للكنائس الناشئة في آسيا وأفريقيا، وتظل إيطاليا الدولة المؤثرة التي تضم أكبر عدد من الناخبين: 17 كاردينالا، أي ما يعادل 12.6% من الإجمالي. وتليها الولايات المتحدة بعشرة ناخبين ثم البرازيل بسبعة ناخبين. وعلى المستوى القاري، تأتي بعد أوروبا آسيا بـ 23 ناخباً (17%)، وأفريقيا بـ 18 ناخباً (13.3%)، وأميركا الجنوبية بـ 17 ناخباً (12.6%)، وأميركا الشمالية بـ 16 ناخباً (11.8%)، وأوقيانوسيا وأميركا الوسطى بـ 4 ناخبين لكل منهما (3%).
يبلغ متوسط أعمار الكرادلة الناخبين نحو 70 عاماً، وهو ما يتوافق مع متوسط أعمار المجامع السابقة. أصغرهم يبلغ من العمر 45 عامًا، بينما يبلغ أكبرهم 79 عامًا. وسيتمكن كلاهما من التصويت، بحيث لا يتم الاستبعاد إلا عند بلوغ سن الثمانين.
ويعتبر المجمع الحالي أمميا وشاملا، وعدد كبير من الكرادلة يأتون من أبعد الأماكن مثل أوقيانوسيا. ورغم قلة عدد الناخبين (4 فقط)، فإن أوقيانوسيا تشهد على الوجود الكاثوليكي في أقصى أطراف العالم المأهول. بعض الدول الأوروبية، مثل بلجيكا وكرواتيا والبوسنة وليتوانيا والسويد وصربيا وهولندا والمجر، ستكون ممثلة بكاردينال واحد فقط.
وشهدت أوروبا، التي تمثل اليوم 39% من المجمع، انخفاضاً كبيراً مقارنة بالمجامع السابقة: ففي عام 2005، كان الكرادلة الأوروبيون يشكلون حوالي 50% من الناخبين (58 من أصل 115)، وارتفعت إلى 52% في عام 2013 (60 من أصل 115). إنها علامة كنيسة تعترف بشكل واقعي بمركز الثقل التبشيري المتجه نحو جنوب وشرق العالم، دون أن تنكر جذورها التاريخية. وسوف يتميز المجمع المقبل بتعدد الأصوات: من أميركا اللاتينية إلى الأطراف الأفريقية، ومن المدن الكبرى الآسيوية إلى المراكز الأوروبية القديمة.
==== ن.ح
Comments