ا بعد واشنطن: سوريا على خريطة الخطط الأمريكية الجديدة
- 3 ore fa
- Tempo di lettura: 2 min

✍️ وائل المولى – كاتب وصحافي
الصداقة دمشق
تشهد دمشق تحولات متسارعة تتجاوز حدودها الداخلية، لتصبح جزءًا من مشهدٍ دوليٍّ جديد تعيد واشنطن رسمه بعناية. فزيارة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة ولقاؤه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم تكن مجرد حدثٍ بروتوكولي، بل فاتحة لمرحلة مختلفة في التعامل الأمريكي مع الملف السوري. الزيارة أعقبتها قرارات لافتة، من رفع العقوبات عن الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب، إلى تغييرات داخل وزارة الدفاع، بالتوازي مع حملة أمنية واسعة ضد خلايا تنظيم داعش في محافظات عدّة.وزارة الداخلية أعلنت تنفيذ 61 مداهمة واعتقال 71 قياديًا في التنظيم، كانوا يخططون لاستهداف شخصيات ومكوّنات اجتماعية بغية زعزعة الاستقرار. البيان الرسمي تحدث عن “إلغاء الخطر قبل بدايته”، ما يعكس تحوّل العقيدة الأمنية السورية من الدفاع إلى الضربة الوقائية، في سياق إعادة بناء الدولة كقوة نظامية فاعلة بعد عقدٍ من الفوضى.غير أن خلف هذا المشهد الأمني يختبئ مشروعٌ سياسي – إقليمي أوسع. فرفع العقوبات لم يكن مجرد خطوة رمزية، بل مؤشّرًا على قبولٍ أمريكي متدرّج بشرعية القيادة الانتقالية وبدورها في المعادلة الجديدة للحرب على الإرهاب. كما تتواتر تقارير – نفتها دمشق – عن نشاط أمريكي محدود في محيط العاصمة، بما يوحي بإعادة تموضع عسكري ضمن استراتيجية تختلف عن التجربة السابقة في الشمال الشرقي.ومنذ أن تولّى الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة الوسطى الأمريكية، الإشراف على الملف السوري، بات واضحًا أن واشنطن تخطط لحضورٍ طويل الأمد ذي طابع أمني عسكري، ترى فيه سوريا نقطة توازن بين ثلاثة مشاريع متداخلة: المشروع التركي الهادف لترسيخ نفوذٍ دائم شمالًا، والمشروع الإسرائيلي الساعي لضمان هدوء الجبهة الجنوبية، والمشروع العربي الذي يعمل على إعادة دمج دمشق ضمن معادلات لا تصطدم بالمصالح الأمريكية والإسرائيلية.وسط هذه التقاطعات، تحاول القيادة الانتقالية السورية الموازنة بين الانفتاح على واشنطن والحفاظ
على السيادة الوطنية، تحت شعار “الشرعية من الأمن، والسيادة من القدرة”. فدمشق الجديدة تريد بسط سلطتها على كامل التراب السوري بشراكاتٍ محسوبة وقرارٍ مستقل.ويبقى السؤال: هل نحن أمام تحالف أمني جديد بين واشنطن ودمشق ضد داعش، أم أمام بداية نفوذ أمريكي صامت داخل سوريا؟ المؤكد أن ما بعد زيارة الشرع إلى واشنطن لن يشبه ما قبلها، وأن خريطة الشرق الأوسط تُعاد رسمها من بوابة دمشق







Commenti