الأردن: حضارةٌ ضاربة في القدم وسياحةٌ نابضة بالحياة
- 4 ore fa
- Tempo di lettura: 2 min

بقلم : عصام الحلبي
يُعدّ الأردن إحدى أبرز الوجهات السياحية في المنطقة والعالم، بما يتمتع به من أمنٍ واستقرارٍ وقيادةٍ حكيمةٍ أرست دعائم الطمأنينة في نفوس الزائرين ،ففي ظل الرؤية الهاشمية الرشيدة، استطاع الأردن أن يقدم نموذجًا متميزًا في الانفتاح والتوازن، جعل منه مقصدًا محببًا للسياح الباحثين عن تجربة تجمع بين الأصالة والحداثة.ويمتاز الشعب الأردني بروحه الطيبة وكرمه اللامحدود، إذ يستقبل الزائر بابتسامةٍ صادقةٍ وحفاوةٍ نابعةٍ من قلب الثقافة العربية الأصيلة. هذه الضيافة العفوية تمنح السائح شعورًا خاصًا بالانتماء، وكأنه بين أهله وأصدقائه، مما يجعل رحلته تجربة إنسانية لا تُنسى.

وعلى أرض الأردن تنبض ذاكرة التاريخ، فكل حجرٍ فيها يروي قصة حضارةٍ مرت من هنا، من البترا المدينة الوردية التي نُحتت في قلب الصخر فغدت من عجائب الدنيا السبع الجديدة، إلى جرش التي ما زالت أعمدتها الرومانية تحكي عن عصورٍ من المجد والازدهار، مرورًا بقلعة عجلون التي تشرف على جبالٍ خضراء تسكنها السكينة، وصولًا إلى المغطس على ضفاف نهر الأردن، حيث سُجّل واحد من أعظم الأحداث الدينية في التاريخ، عماد السيد المسيح عليه السلام.وليس التاريخ وحده ما يُميز الأردن، بل طبيعته المتنوعة التي تجمع بين تناقضاتٍ خلابةٍ قلّ أن تجتمع في مكانٍ واحد. ففي الجنوب تمتد العقبة بمياهها الفيروزية وشعابها المرجانية، وفي الشرق تتهادى رمال وادي رم بلونها الذهبي تحت سماءٍ مرصعةٍ بالنجوم، وفي الغرب يرقد البحر الميت بأملاحه الفريدة كأخفض نقطة على وجه الأرض، بينما تُزيّن المرتفعات الشمالية بطبيعتها الخضراء لوحة البلاد.

وقد أولى الأردن اهتمامًا خاصًا بتطوير البنية التحتية السياحية، فأنشأ فنادق ومنتجعات ومرافق ترفيهية بمستوياتٍ عالمية، إلى جانب منظومة نقلٍ حديثةٍ وخدماتٍ متطورةٍ تلبي تطلعات الزائرين، هذا التوازن بين التراث والحداثة جعل من السياحة الأردنية تجربة متكاملة تمزج الراحة بالاكتشاف.إن تنشيط السياحة الخارجية إلى الأردن مسؤولية مشتركة تتطلب تعاون القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي، لما لها من أثرٍ اقتصادي وثقافي كبير ،فالسياحة ليست مجرد زيارةٍ ومعالم، بل هي جسر تواصلٍ بين الشعوب، تسهم في تعزيز صورة الأردن كبلدٍ مضيافٍ، آمنٍ، جميلٍ، وراسخٍ في حضارته وإنسانيته وهو خطر خطوات كبيرة ومتعددة في ذلك.







Commenti