top of page

الأردن… ذاكرة حضارة تمتد عبر الزمن

  • 1 ora fa
  • Tempo di lettura: 2 min
ree

كتب عصام الحلبي

يطلّ الأردن على صفحات التاريخ كبلدٍ تراكمت فوق ترابه حضارات كثيرة، حتى غدا أشبه بكتاب مفتوح يقرأه الزائر وهو يتنقّل بين جباله وسهوله وأوديته. وعلى هذه الأرض الصغيرة بحجمها، الكبيرة بإرثها، عاش الإنسان منذ آلاف السنين وصنع آثاراً تشهد اليوم على قدرته وإبداعه واستقراره الطويل في هذه المنطقة.لا يحتاج المرء إلى كثيرٍ من الجهد ليكتشف أن الأردن كان مسرحاً لممالك قديمة ظهرت قبل الميلاد بقرون، مثل الأدوميين والعمونيين والمؤابيين. ترك هؤلاء بصماتهم في القلاع والتحصينات والنقوش التي ما تزال تظهر في جبال البلقاء والشوبك ومرتفعات الكرك.ثم جاء الأنباط، فاختاروا صخور وادي موسى لتكون حصنهم وموطن فنّهم، فبنوا البتراء بحجارتها الوردية التي ما تزال حتى اليوم تتلألأ تحت الشمس وتدهش كل من يراها، وبعدهم، عبر الرومان والبيزنطيون هذه الأرض، فبنوا المدن والطرق والمسارح، ولا تزال جرش خير شاهد على ازدهار تلك المرحلة، بشوارعها المرصوفة وأعمدتها الشامخة التي تصدّ الريح وتُسمع الزائر صدى العصور القديمة.

ree

أما العهد الإسلامي، فقد زاد هذه الأرض رونقاً، من معارك الإسلام الأولى في اليرموك ومؤتة، إلى القلاع الصحراوية والمساجد والمقامات التي تروي سيرة قادة حملوا رسائلهم عبر وديان الأردن وصحاريه.


المغطس… موقع روحيّ يجمع السماء بالأرض

على الضفة الشرقية لنهر الأردن، يقف المغطس كأحد أهم المواقع الدينية في العالم، هنا، في بيت عنيا عبر الأردن، تعمّد السيد المسيح، ومنها انطلقت رسالة المحبة والسلام التي بشّر بها.


أهمية دينية عالمية

يحظى الموقع بمكانة فريدة لدى المسيحيين، ليس فقط كموطن لحدث التعميد، بل كنقطة التقاءٍ بين التاريخ والإيمان. منذ القرون الأولى للميلاد، شدّ إليه الحجاج رحالهم، وساروا على الطرق الترابية نفسها التي ما يزال الزائر يقطعها اليوم بحثاً عن لحظة خشوع وطمأنينة.تكشف آثار المغطس عن كنائس قديمة ومسابح حجرية وممرات كان الرهبان والحجاج يسلكونها. ورغم تغيّر مجرى نهر الأردن عبر الزمن، إلا أن المكان يحتفظ بروحه الأولى، هدوءٌ تتخلله همسات الماء، وطبيعةٌ خضراء تزيد المشهد قدسية.

ree

النهر… شاهد مستمر

يظل نهر الأردن رمزاً للتجدد، فقد ارتبط عبر التاريخ بقصص الأنبياء والأحداث الدينية الكبرى. كل خطوة على ضفافه تشي بأن هذه الأرض ليست كبقية الأرض، وأن لحظاتها تحمل ما هو أعمق من الزمن ذاته.

دعوة لاكتشاف الأردن

إن زيارة الأردن تشبه فتح بابٍ على تاريخ طويل، حيث تلتقي حضارة الأنباط بجمال البادية، ويلتفّ عبق الماضي حول حياةٍ معاصرة نابضة. ستجد في هذا البلد مزيجاً من السكينة التي ينشرها المغطس، والدهشة التي تخلقها البتراء، والعظمة التي تظهر في جرش، والروحانية التي تطفو على مياه نهر الأردن والبحر الميت.الأردن ليس وجهة سياحية فحسب، بل تجربة إنسانية تُشعر الزائر بأنه جزء من قصة بدأت قبل آلاف السنين وما زالت تُكتب حتى اليوم.فلتكن زيارتكم القادمة إلى الأردن رحلةً بين التاريخ والطبيعة والروح، حيث يرحّب بكم شعبه بوجهٍ بشوش وبكرمٍ لا ينفد.

Commenti


bottom of page