الإمارات… اتحادٌ صنع نموذجًا عربيًا يليق بالمستقبل
- 1 ora fa
- Tempo di lettura: 2 min

✍️ وائل المولى – كاتب وصحافي
يأتي يوم الاتحاد كل عام ليذكّر المنطقة بأنّ اللحظة التي وُلدت فيها الإمارات لم تكن فعل مصادفة، بل ثمرة رؤية شجاعة آمنت بأنّ قوة المستقبل تُصنع بالتنوّع، والانفتاح، والعمل المؤسسي. فمنذ الإعلان عن الاتحاد، قدّمت الإمارات للعالم نموذجًا عربيًا مختلفًا، جمع بين سلامة البناء السياسي وجرأة الطموح الاقتصادي، وبين احترام الخصوصيات وصناعة مشروع وطني موحّد.الفيدرالية الإماراتية كانت الخيط الأول في هذا النسيج؛ صيغة دقيقة ومرنة حافظت على هوية كل إمارة، لكنها ربطتها جميعًا بعصب دولة قوية قادرة على اتخاذ القرار. هذه المعادلة لم تُحدِث فقط توازنًا داخليًا، بل أسّست لواحدة من أكثر التجارب السياسية استقرارًا في المنطقة، حيث تُدار الدولة بثقة بين المركز والأقاليم، ويُدار التنوع بوصفه مصدر قوة لا عبئًا.وفي الاقتصاد، أدركت الإمارات مبكرًا أن الزمن الجديد لا يُدار بالموارد وحدها، بل بالذكاء والقدرة على جذب العالم إليك. فاختارت طريق السوق المفتوحة والابتكار، فصارت مراكزها المالية والتجارية محطات عالمية، وصارت مدنها منصات عبور للاستثمارات والتكنولوجيا والسياحة والطاقة المتجددة. لم يكن هذا الازدهار حدثًا عابرًا، بل مشروعًا اقتصاديًا متكاملًا جعل الإمارات شريكًا دوليًا ذا تأثير يتجاوز حدودها الجغرافية.ولأن الصورة جزء من القوة، استثمرت الإمارات في إعلامٍ قادر على صناعة روايتها وتقديم هويتها الحديثة للعالم. لم يكن الإعلام الإماراتي مجرد مؤسسات بثّ، بل شبكة مدروسة استطاعت أن تجمع المهنية مع الحضور الدولي، وأن تضع الدولة في قلب الحركة الإعلامية العربية، وتبني لنفسها موقعًا فاعلًا في تشكيل الرأي وصياغة السرديات.ومع تراكم هذه الأسس، تحوّلت الإمارات من دولةٍ تسعى لبناء مؤسساتها إلى لاعبٍ إقليمي ودولي له دور في التنمية والسياسة والاقتصاد. تمدّ يدها إلى دول عربية وأفريقية وآسيوية بمشاريع إنسانية وتنموية، وتتحرك بمرونة وبراغماتية في علاقاتها الدولية، ما جعلها نموذجًا لدولة صغيرة بحجمها كبيرة بطموحها وتأثيرها.يوم الاتحاد، في جوهره، ليس احتفالًا بذكرى فقط، بل احتفاءٌ بمعنى الدولة حين تُبنى بإرادة واضحة ورؤية بعيدة. وهو درسٌ عربيّ بأنّ المستقبل ليس حلمًا بعيدًا، بل مشروعًا يمكن تشييده حين تتوفر القيادة والإدارة وروح العمل المشترك. الإمارات اليوم تقدّم تجربتها بوصفها دليلًا حيًّا على أن المنطقة قادرة على إنتاج نماذج ناجحة، وأنّ الاتحاد، حين يكون صادقًا، يصنع دولةً تُشبه المستقبل لا الماضي.







Commenti