top of page

الحبر الاعظم في لقاء لمناسبة "يوبيل الديبلوماسية الايطالية": لكلمات تبني الجسور وتُصلح الظلم وتغفر الإهانة

  • 6 ore fa
  • Tempo di lettura: 3 min
ree

وطنية - روما -

التقى قداسة البابا لاوُن الرابع عشر في قاعة بولس السادس في الفاتيكان المشاركين في "يوبيل الديبلوماسية الإيطالية"، من بينهم مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" لدى الكرسي الرسولي الزميل طلال خريس.وبدأ الأب الأقدس كلمته معربا عن سعادته لاستقبالهم لمناسبة هذا اليوبيل. وقال: "أن هذه الفضيلة أي الرجاء هي الاسم الذي تأخذه الإرادة حين تكون موجَّهة بعزم لصالح الخير والعدالة. فالرجاء يُظهر المعنى الثمين للخدمة التي يقدمونها أي الديبلوماسية، فقط مَن يرجو بالفعل يسعى ويدعم دائما الحوار بين الأطراف مع الثقة في الفهم المتبادل حتى أمام المصاعب والتوترات. وما دمنا نرجو أن نفهم أحدنا الآخر فإننا نلتزم القيام بهذا، باحثين عن سبل وكلمات أفضل لبلوغ التفاهم".وتحدث الأب الأقدس عن أن "المعاهدات توقَّع بالاتفاق، أي بقرب القلوب، ما يُبرز صفة تُفرِّق بين الدبلوماسية الصادقة والحسابات المنطلقة من المصالح أو المنافع أو من توازن بين أطراف متنافسة. وللصمود أمام مثل هذه التوجهات، فلننظر إلى يسوع الذي تسطع شهادته للمصالحة والسلام كرجاء لجميع الشعوب".وأضاف: "الابن يتكلم باسم الآب وبقوة الروح القدس في حوار بين الله والبشر، وبالتالي فإننا جميعا نحن الذين خُلقنا على صورة الله ومثاله نختبر في الحوار والإصغاء والتكلم العلاقات الأساسية في حياتنا. ليس من الصدفة أننا نسمي لغتنا الأصلية اللغة الأم، اللغة التي تُعبر عن ثقافة وطننا موحدة الشعب كعائلة. وفي لغتها تمنح كل أمة فهما خاصا للعالم، وتُعبِّر عن أسمى القيم وأيضا العادات اليومية، فالكلمات هي ذلك الإرث المشترك الذي من خلاله تُزهر جذور المجتمعات التي نعيش فيها. وفي سياق متعدد الأعراق يصبح من الضروري الاهتمام بالحوار وتشجيع الفهم المتبادل والدمج والأخوّة". وأضاف: "على الصعيد الدولي يمكن لهذا الأسلوب ذاته أن يحمل ثمار التعاون والسلام، ولكن شرط المثابرة على تربية أسلوب تَكلُّمنا. نقول عن الشخص النزيه إنه صاحب كلمة لأنه يحفظ كلمته كعلامة استمرارية وأمانة،  كوننا مسيحيين حقيقيين أو مواطنين صالحين يعني تقاسم قاموس قادر على تسمية الأشياء بأسمائها وإنماء التوافق بين الأشخاص. وهكذا فإن من واجبنا وواجبكم، خاصة كسفراء، تعزيز الحوار ونسجه مجددا في حال انقطاعه".وشدد على أنه "في إطار دولي تسطير عليه النزاعات لا يصبح نقيضَ الحوار الصمت بل الإهانة، الاعتداء بالكلمات". ودعا إلى الالتزام برجاء من أجل نزع سلاح الخطابات معتنين لا فقط بجمالها ودقتها، بل في المقام الأول بنزاهتها وتَنبهها".وقال: "نتقاسم فقط كلمات تصنع الخير، ولنختر كلمات تبني الجسور، ونشهد لكلمات تُصلح الظلم وتغفر الإهانة. مَن يكل عن الحوار يكل عن رجاء السلام".وفي ختام كلمته ذكر قداسة البابا بكلمة البابا بولس السادس في الأمم المتحدة، حين تحدث عن أن ما يوحد البشر هو عهد لتغيير المستقبل.واذ كرر: "لا للحرب بعد"، دعا إلى السلام الذي يجب أن يوجه مصائر الشعوب والبشرية كلها.وشدد على كون السلام واجب يوحد البشرية في بحث مشترك عن العدل.

بارولين

بدوره، قال أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، أن زيارة البابا إلى لبنان شكلت رسالة رجاء بالنسبة لبلاد الأرز، موضحا أن هذا البلد حقق خطوات إلى الأمام على صعيد حل الأزمات التي عصفت به خلال السنوات الماضية.وتابع: "إن للبنان رئيساً اليوم، وحكومة، وتسعى البلاد إلى القيام بالإصلاحات، على الرغم من الصعوبات والعراقيل، ما يؤدي بطبيعة الحال إلى تباطؤ العملية الإصلاحية وبالتالي إلى خيبة أمل لدى الناس، لذا ثمة حاجة ملحة إلى الأمل والرجاء".ولفت بارولين في هذا السياق إلى أن الكنيسة تود أن تعرب عن قربها من لبنان، كما أكد أن الكرسي الرسولي يولي هذا البلد اهتماما كبيرا لأنه أكثر من بلد، إنه رسالة، كما قال عنه البابا يوحنا بولس الثاني. والسبب يعود، قال إلى التعايش السلمي القائم في لبنان بين ديانات وأعراق مختلفة، "وهذا التعايش ينبغي أن يبقى ويستمر".وأكد أن الكرسي الرسولي يدعم هذا التعايش، وحضور البابا لاون الرابع عشر هو أيضا تعبير عن هذا الدعم.

Commenti


bottom of page