top of page

صعود الجسد والنفس :عيد العذراء وتنميم الوعد

  • 15 ago
  • Tempo di lettura: 2 min

ree

مروة الخيال

عيد صعود جسد مريم العذراء إلى السماء – 15 أغسطس

يُعتبر عيد صعود جسد السيدة العذراء مريم إلى السماء من أهم الأعياد المريمية في التقويم الليتورجي للكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية والمشرقية، ويُحتفل به سنويًا في 15 أغسطس. هذا العيد يُحيي ذكرى انتقال العذراء مريم، والدة يسوع المسيح، إلى السماء بالنفس والجسد بعد انتهاء حياتها الأرضية.

أصل العيد وتاريخه

ترجع أصول هذا العيد إلى التقليد الكنسي القديم، حيث آمن المسيحيون منذ القرون الأولى بأن مريم لم تعرف فساد الجسد بعد الموت، بل انتقلت مباشرة إلى السماء. وقد ثبّتت الكنيسة الكاثوليكية هذا الإيمان رسميًا سنة 1950، عندما أعلن البابا بيوس الثاني عشر في وثيقته البابوية "Munificentissimus Deus" عقيدة صعود العذراء بالنفس والجسد.

أما في الكنائس الأرثوذكسية، فيُعرف هذا العيد باسم عيد رقاد السيدة، ويُسبق بصوم يمتد 15 يومًا، يُعرف بـ "صوم السيدة"، ويُعتبر وقتًا للتوبة والصلاة.يحمل هذا العيد معاني روحية عميقة للمؤمنين. فصعود العذراء إلى السماء يُرى كعلامة رجاء للمؤمنين بأن مصيرهم النهائي هو الاتحاد بالله في السماء. كما يُظهر كرامة الجسد الإنساني، الذي بالرغم من ضعفه، له مكانة مقدسة في نظر الله.مريم العذراء، التي أطاعت دعوة الله بتواضع وأمانة، تنال المكافأة السماوية، وتُصبح نموذجًا حيًا للقداسة والخضوع الكامل لمشيئة الله.

الطقوس والاحتفالات

تختلف الطقوس بين الكنائس، لكنها تشترك جميعًا في:

القداس الإلهي أو القداس الاحتفالي في 15 أغسطس.

زياحات مريمية (مواكب تكريمية للعذراء).

تلاوة مسبحة الوردية ورفع الصلوات من أجل شفاعة العذراء.

الصوم في الكنائس الشرقية (من 1 إلى 14 أغسطس).

وفي العديد من البلدان، يُعتبر هذا اليوم عطلة رسمية، ويشهد تجمعات حاشدة للمؤمنين في الأديرة والكنائس المريمية الكبرى.

العذراء مريم في العقيدة المسيحية

تحتل مريم العذراء مكانة متميزة في الإيمان المسيحي، فهي أم المخلص، "الممتلئة نعمة"، وهي "المرأة التي تلبس الشمس" كما ورد في سفر الرؤيا. وإكرامها لا يعني عبادتها، بل هو تعبير عن محبة خاصة لأم يسوع وتقدير لمكانتها الفريدة في خطة الخلاص.

خاتمة

يُعد عيد صعود العذراء مريم تذكارًا حيًا لمجد الله الظاهر في حياة شخص أظهر الطاعة الكاملة والإيمان العميق. هو عيد الرجاء، والقيامة، والنور، يذكرنا بأن السماء ليست بعيدة، وأن أجسادنا مدعوة أيضًا للمجد الأبدي، إذا ما سرنا في طريق الإيمان كما فعلت العذراء.

Commenti


bottom of page