ضجيج الصمت... الفن الفلسطيني في قلب فرنسا
- Marwa Elkhayal
- 6 ore fa
- Tempo di lettura: 2 min

تحقيق: عصام الحلبي
في مدينة ألبـي جنوب فرنسا، حيث يتجاور التاريخ مع الهدوء الريفي، يستعد الفنان الفلسطيني عامر داوود لافتتاح معرضه الجديد بعنوان "ضجيج الصمت"، يوم الخميس 11 أيلول/سبتمبر 2025، عند الساعة السادسة والنصف مساءً في Brasserie du Parc.
الدعوة موجّهة إلى عشاق الفن المعاصر، لاكتشاف عالم تجريدي تنبض ألوانه بالهوية والانتماء، وتحمل لوحاته الذاكرة الفلسطينية في صياغة بصرية جديدة.
من القدس إلى المنفى... ريشة تحمل وطنًا
عامر داوود، ابن القدس، وُلد بين جدران مدينة مسلوبة، قبل أن يقتلع المنفى طفولته ويبعثرها بين سوريا ولبنان وأوروبا. لكنه حمل معه الوطن كظلّ لا يفارقه، وجعل من الريشة واللون وسيلة مقاومة وذاكرة بديلة.
يقول في حديثه إلينا: "الفن المعاصر منحني المساحة الحرة التي كنت أبحث عنها طويلًا... الرسم كان دائمًا طريقتي في قول ما لا يُقال".
الفن كوثيقة مقاومة
نشأ داوود في كنف أسرة لاجئة في سوريا، ودرس الفنون في لبنان متوازيًا مع نشاطه النضالي. لم ينظر إلى الفن كملاذ أو هروب من القسوة، بل اعتبره أداة للتوثيق والمقاومة.
من المخيمات إلى أروقة اللوفر في باريس، انتقلت أعماله كرحلة عكسية من الهامش إلى المركز. شارك في معارض دولية مرموقة، منها:
Art Shopping – Carrousel du Louvre (باريس، 2017)
ARTBOX PROJECT – نيويورك (2018)
معارض فردية بين بيروت ودمشق (2016–2018)
واليوم، تعرض أعماله في صالة Espace Drouot الباريسية، في خطوة يعتبرها "اعترافًا ضمنيًا بفن يحمل قضيته".
من ظلمة المخيم إلى ألوان الأمل
تجربة داوود شهدت تحولات لافتة. فقبل العام 2015، كانت لوحاته غارقة في السوداوية، وجوه بلا ملامح وحزن كثيف يعكس مرارة اللجوء. لكن انتقاله إلى فرنسا أعاد ترتيب المشهد الداخلي،
"بدأتُ أرسم بصفاء أكثر. اللون صار صديقي. بدأت أنظر للعالم من زاوية جديدة، فيها حنين لكنها لا تخلو من أمل"، يقول.اليوم، تهيمن على أعماله دوائر رمزية يصفها بأنها "حدقات عيون"، محاولة لرؤية فلسطين من بعيد، لكنها تبقى حاضرة في العمق.

تجربة مع المادة... بين الحديد والرمل
يمزج داوود بين الرسم والنحت، ويوظّف خامات متنوعة كالخشب، الزجاج، الحديد، الرمل والإسمنت. لا يتقيّد بأسلوب أكاديمي صارم، بل يترك للمادة أن تدخل في حوار مع الفكرة، بين الألم والأمل، بين الذكرى والحلم.
سيرة فنية لا تنفصل عن السياسة
لم تكن حياة داوود الفنية بمعزل عن القمع. فقد ذاق مرارة السجون في سوريا، قبل أن يوثّق المخرج البريطاني شون ماك أليستر تجربته في فيلم "قصة حب سورية" الذي حصد جوائز عالمية، أبرزها جائزة مهرجان برلين 2015.
الصحافة الفرنسية، مثل لوموند ولا ديبيش، وصفت أعماله بأنها "ذاكرة شعب منفي تُروى عبر الألوان".
لوحة وطن يولد من جديد
اليوم، يتحدّث داوود بصدق عن دوافعه: "القلق الوجودي، والحنين، والتمسك بالأمل"، ثلاثية تختصر مسيرته.
ويختم: "أريد أن أعود... أريد أن أعيش يومًا في وطن فلسطيني حر، عاصمته القدس. وحتى ذلك الحين، سأرسم هذا الحلم، لونًا بلون".بهذا المعرض الجديد، يواصل عامر داوود رسم فلسطين على جدران العالم، لتصبح اللوحة وطنًا مؤقتًا، والصالة مساحةً بديلة عن أرض محرومة، فيما يبقى الحلم حاضرًا في كل ضربة فرشاة.
Commenti