top of page

طلال خريس… صحفيّ في الميدان ورائدٌ في الدبلوماسية الثقافية

  • 59 minuti fa
  • Tempo di lettura: 3 min
ree

بقلم ؛ عصام الحلبي

من السفير إلى الوكالة الوطنية للإعلام… ومن روما إلى الجاليات العربية

يُعدّ الصحفي اللبناني طلال خريس واحداً من أبرز الوجوه الإعلامية العربية في أوروبا، وخصوصاً في إيطاليا حيث صنع لنفسه موقعاً مميزاً في الصحافة الدولية. مسيرة امتدّت عقوداً، بدأت مع جريدة السفير وامتدّت لاحقاً إلى الوكالة الوطنية للإعلام – الوكالة الرسمية اللبنانية التي يشغل فيها مهمة مراسل معتمد في روما والكرسي الرسولي، ليصبح أحد أهم الأصوات التي تنقل الحدث العربي إلى الغرب، والحدث الأوروبي إلى العالم العربي.

من السفير إلى الوكالة الوطنية… خبرة أربعة عقود في الصحافة

أمضى خريس أكثر من 25 عاماً في جريدة السفير، حيث تولّى تغطية ملفات سياسية عربية ودولية، ورافق محطات مفصلية في العالم العربي. امتاز بأسلوب صحفي هادئ وموثّق، وبقدرة على نقل الأحداث بحسٍ ميداني عالٍ، قبل أن ينتقل إلى العمل ضمن شبكة الوكالة الوطنية للإعلام في أوروبا، ويصبح أحد أهم مراسليها في الغرب.هذا الاحتكاك المستمر بالعمل الصحفي من جهة، وبالمؤسسات الدبلوماسية والسياسية من جهة أخرى، مهّد لمرحلة جديدة في مسيرة خريس… مرحلة قادته إلى تأسيس كيان ثقافي-دبلوماسي أصبح اليوم أحد أبرز منصات الجاليات العربية في أوروبا.

جمعية الصداقة الإيطالية-العربية… ولادة جسر ثقافي بين حضارتين

قبل سنوات طويلة، أسّس طلال خريس جمعية الصداقة الإيطالية-العربية في روما، واضعاً نصب عينيه هدفاً رئيسياً وهو

خلق مساحة حضارية مشتركة بين العرب والإيطاليين، تجمع الثقافة والإعلام والدبلوماسية في إطار واحد.لم تكن الجمعية مجرد فكرة عابرة، بل تطوّرت عبر الزمن إلى مؤسسة حقيقية لها امتدادها وعلاقاتها مع جامعة الدول العربية في روما، ومع جميع السفارات العربية التي وجدت في الجمعية مساحة مفتوحة للحوار، النشاط، وتمثيل قضايا الجاليات.وفي الانتخابات الأخيرة، تم اختيار طلال خريس رئيساً للجمعية بالإجماع، تأكيداً على الثقة المطلقة بخبرته وقدرته على تطوير هذا الصرح.

الجمعية… منبر عربي في قلب روما

بفضل قيادته الهادئة والمتوازنة، استطاعت جمعية الصداقة الإيطالية-العربية أن تتحوّل إلى واحدة من أكثر المنصات الثقافية العربية نشاطاً في أوروبا. يمكن تلخيص أثرها في ثلاث نقاط أساسية:

1. نشاط ثقافي متنوع ومتواصل

شهدت السنوات الأخيرة زخماً كبيراً في الفعاليات التي قامت بها الجمعية، ومن أبرزها:

ندوات فكرية وثقافية شارك فيها باحثون ودبلوماسيون إيطاليون وعرب.

إطلاق كتب وأعمال فكرية تتناول قضايا الشرق الأوسط والهوية العربية في أوروبا.

فعاليات تضامنية وإنسانية دعماً للشعوب العربية في المحن، خصوصاً في فلسطين وغزة.

أمسيات ثقافية تجمع بين الأدب العربي والثقافة الإيطالية، بهدف خلق حوار حضاري حقيقي بين الجانبين.

هذه الأنشطة لم تكن مناسبات عابرة، بل جاءت في إطار برنامج منهجي تحرص الجمعية على تكراره وتطويره سنوياً.

2. دور إعلامي متقدم عبر موقع “الصداقة نيوز”

أسّس طلال خريس أيضاً موقع Assadakah News ليكون الذراع الإعلامية للجمعية، ونقطة وصل بين القارئ العربي وأخبار الجاليات في أوروبا. الموقع بات منصة لنشر:تحليلات سياسية وتقارير ميدانيةومقالات ثقافية، إلى جانب تغطيات نشاطات الجاليات والسفارات العربية ، والعربية الإيطالية المشتركة.وبذلك، توسّعت الجمعية من مؤسسة ثقافية إلى مؤسسة إعلامية توثّق حضور العرب وهمومهم وإنجازاتهم في الخارج.

3. علاقات دبلوماسية واسعة مع السفارات العربية

بحكم خبرته الإعلامية ووجوده الدائم في روما، نجح خريس في بناء شبكة متينة من العلاقات مع السفارات العربية كافة.هذه العلاقات جعلت الجمعية محطة أساسية لكثير من المبادرات المشتركة، وأعطتها مكانة “بيت دبلوماسي ثقافي” يجمع السفراء والدبلوماسيين والمثقفين في لقاءات دورية.إضافة إلى ذلك، ترتبط الجمعية بـ جامعة الدول العربية من خلال تعاون رسمي، ما أضفى طابعاً مؤسساتياً على عملها، وأكسبها شرعية عربية واسعة.

ree

طلال خريس… بين الصحافة والدبلوماسية الثقافية

إن الدور الذي يقوم به طلال خريس اليوم يتجاوز حدود العمل الإعلامي التقليدي. فهو:

مراسل مخضرم بنى اسماً محترماً في الصحافة اللبنانية والعربية.ومؤسس ورئيس لمنصة ثقافية عربية-إيطالية تُعد نموذجاً ناجحاً للتواصل بين الحضارات.وجسر دبلوماسي غير رسمي بين السفارات العربية والمجتمع الإيطالي.صوت عربي في أوروبا يوثّق القضايا العربية ويقدّمها بلغات مختلفة.ولذلك، يُعتبر طلال خريس إحدى الشخصيات التي تركت أثراً حقيقياً في تعزيز حضور الجاليات العربية في أوروبا، لا من خلال السياسة الرسمية، بل من خلال القوة الناعمة: الثقافة والإعلام والعمل الأهلي.من يقرأ سيرة طلال خريس يدرك أنّه ليس مجرد صحفي عابر في فضاء الإعلام العربي، بل هو صانع جسور بين الشرق والغرب.جمع بين المهنية الصحفية، والنَفَس الثقافي، والعمل الدبلوماسي غير الرسمي، فأسّس جمعية أصبحت عنواناً للعرب في روما، وصوتاً يحاور ويدافع ويبادر.إن الأثر الذي تركته جمعية الصداقة الإيطالية-العربية تحت قيادته لن يبقى حدثاً ظرفياً، بل هو تراكم تاريخي سيبقى جزءاً من الذاكرة الثقافية للجاليات العربية في إيطاليا وأوروبا.وبأسمي واسم كافة أعضاء جمعية الصداقة العربية الإيطالية نتمنى له الشفاء العاجل من المرض الذي ألم به وأدى إلى إخضاعه لعملية جراحية .

كل التقدير لجهوده والشفاء العاجل له .

Commenti


bottom of page