top of page

قمة الدوحة ورسائل القدس: معركة الرواية بين واشنطن والعالم العربي

  • 15 set
  • Tempo di lettura: 2 min
سمو امير دولة قطر
سمو امير دولة قطر

✍️ وائل المولى – كاتب وصحافي

تزامن حدثان بارزان ليكشفا عمق الانقسام في المنطقة: قمة عربية – إسلامية طارئة في الدوحة لإدانة العدوان الإسرائيلي على قطر، ووقوف بنيامين نتنياهو في القدس إلى جانب وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، مؤكدًا “الحق الكامل” لإسرائيل في استهداف قادة حماس حتى داخل عواصم عربية مستقلة.

القمة في الدوحة جاءت كرد مباشر على الضربة الإسرائيلية غير المسبوقة في قلب العاصمة القطرية، والتي كسرت محرّمًا ظل قائمًا لعقود: احترام سيادة الدول العربية. وقد وجّه المجتمعون رسالة واضحة مفادها أن قطر ليست ساحة مباحة، وأن المساس بأمنها يُعد تهديدًا للأمن الإقليمي برمته. البيان الختامي تضمّن إدانة قوية للعملية، وتحذيرًا من أن استمرار إسرائيل بهذا النهج سيقوّض مسار التطبيع ويضع الدول الخليجية والإسلامية أمام خيارات بديلة. الأهم أن القمة أعادت الاعتبار لمفهوم السيادة باعتباره خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.في المقابل، قدّم لقاء نتنياهو وروبيو رواية مغايرة. فقد أكد نتنياهو أن العملية “مسؤولية كاملة لإسرائيل”، بينما منح روبيو الغطاء السياسي الكامل باعتبارها “دفاعًا مشروعًا عن النفس” في إطار الحرب على الإرهاب. هذا الموقف يعكس إصرار واشنطن على تثبيت معادلة واحدة: أمن إسرائيل فوق أي اعتبار، حتى لو أدى ذلك إلى انهيار أعمدة النظام الإقليمي.

بين الدوحة والقدس تتبلور معركة السرديات: الرواية العربية – الإسلامية التي ترى في الهجوم على قطر اعتداءً على السيادة، والرواية الأمريكية – الإسرائيلية التي تضع الحرب على حماس فوق حدود الدول والقانون الدولي. المعركة لم تعد عسكرية فقط، بل تحولت إلى صراع حول الشرعية: هل يمكن لإسرائيل، بدعم أمريكي، أن توسّع حربها إلى أي أرض عربية؟ أم أن النظام العربي – الإسلامي قادر على فرض حدود لهذا الانفلات؟

النتيجة أن المنطقة أمام مرحلة جديدة تتسم بثلاثة مسارات أساسية: تصدّع خط التطبيع، عودة السيادة إلى واجهة الأولويات، وتوسيع الصراع ليشمل منابر سياسية ودبلوماسية عالمية. وبينما تراهن إسرائيل على الدعم الأمريكي، تحاول الدول العربية والإسلامية تحويل قمة الدوحة من مجرد بيان تضامن إلى استراتيجية مواجهة طويلة الأمد.

الخلاصة: القدس تؤكد أنها ستواصل القصف حيث تشاء، والدوحة تعلن أنها ليست وحدها في المواجهة. وفي المسافة بين الموقفين يتحدد مستقبل الصراع، ليس فقط على غزة، بل على شكل النظام الإقليمي بأكمله

Commenti


bottom of page